من ( الاختصاص ) عن أبي الجارود : ، وعن الحلبيّ : ، كلاهما عن أبي عبد الله عليهالسلام : « أنه قال : من مات وليس عليه إمام حيّ ظاهر مات ميتة جاهليّة » (١) ، أي معلوم بالدليل ، والله العالم بمقاصد أوليائه.
بقي الكلام في قوله عليهالسلام في حديث الثمالي « لن تخلو الأرض إلّا وفيها منّا رجل » (٢) فلعلّه أراد بهم أهل البيت عليهمالسلام : ، فإنّ أهل البيت يطلق على جميع نوّاب الله وحججه المعصومين ، كما يدلّ عليه خبر وصيّة آدم عليهالسلام : ، حيث قال فيه جبرئيل لهبة الله : « السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت » (٣).
أو أراد به رجلاً علّمه منّا معصوم ، فإنّ كلّ شيء لم يصدر عنهم فهو باطل كليّة عامّة تامّة ، أو منهم حقيقة فإن أئمتنا سلام الله عليهم هم الحجّة على جميع الخلق ، فلا يخلو منهم عالَم ، ولا زمان ولا من نور هدايتهم ، كما يشير إليه قوله صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين عليهالسلام : « يا عليّ ، إنّ الله أيّد بك النبيّين سرّاً » الحديث.
وما رواه المجلسيّ : من ( إكمال الدين وتمام النعمة ) بسنده إلى الفضل بن يسار : قال : سمعت أبا عبد الله : وأبا جعفر عليهماالسلام : قالا : « إنّ العلم الذي اهبط مع آدم عليهالسلام : لم يرفع ، والعلم يُتوارث ، وكلّ شيء من العلم وآثار الرسل والأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل » (٤) الخبر ، والله العالم.
__________________
(١) الاختصاص ( ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد ) ١٢ : ٢٦٩ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٩٢ / ٣٧ ، ٣٨.
(٢) كمال الدين ١ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ / ١٢ ، وفيه : « رجل منّا » ، البحار ٢٣ : ٣٩ / ٦٩.
(٣) تفسير العياشي ١ : ٣٣٧ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٦٢.
(٤) كمال الدين : ٢٢٣ / ١٤ ، بحار الأنوار ٢٣ : ٢٩ / ٧١.