ولذا ورد : « أوّلنا محمّد : ، وأوسطنا محمّد : ، وآخرنا محمّد : ، وكلّنا محمّد » (١) : على بعض وجوهه ، بل أوّلهم أمير المؤمنين : سلام الله عليه فكان رجب شهره. ولمّا كان رسول الله : هو الواسطة بين الله وبين عليّ : صلوات الله عليهما وآلهما وسلم وكان شعبان واسطةً بين رجب وبين شهر الله شهر رمضان ، كان شعبان شهر رسول الله صلىاللهعليهوآله : ، ولا يمكن أن يكون بين عليّ : وبين الله تعالى وتقدّس أكثر من واسطة واحدة هو محمَّد صلىاللهعليهوآله : ، فاختصّ شعبان به. ولا يمكن أن شهره غير شعبان ؛ لما يلزم من وجود أكثر من واسطة واحدة بين شهر عليّ عليهالسلام : وشهر الله تعالى.
وأيضاً رجب من الترجيب (٢) وهو الضمّ و [ التعظيم (٣) ] ، وشعبان من الشعب ، وهو جبر الكسر ، وهمّ جمعِ التفريق ، وإصلاح الفساد ، أو من الشعْب واحد الشعوب (٤) ، وهو أصل القبائل الجامع لها ، وكان مقام الرسالة جمع متفرّقات الأهواء ، وجبر كسر القلوب ، ووصل بعضها ببعض. وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله : الأصل الجامع [ للشهور ] (٥) الاثني عشر ، وكان مقام الولاية مقام ضمّ جزئيّات الرسالة وستر إسرارها ، بل هو سرّها الأعظم ووجب إظهار عظمتها إجمالاً. كان رجب شهر الولي ، وشعبان الذي تتشعّب وتتفنّن فيه البركات شهر الرسول.
وأيضاً لمّا كان الوجود إنّما يقوم بالتوحيد وهو التهليل ، وبالرسالة وبالخلافة ، ولا بدّ من اتّصالها وعدم التفرقة فيها ، كان مظهر ذلك في شهور الزمان في ثلاثة شهور متّصلة ، والخليفة يستمدّ من الله بواسطة الرسول صلىاللهعليهوآله : ، كان نظمها كذلك ،
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٦ : ٦ ـ ٧ / ١.
(٢) لسان العرب ٥ : ١٣٩ رجب ، القاموس المحيط ١ : ٢٠٩ ، باب الباء / فصل الراء ، مجمع البحرين ٢ : ٦٨ ، كتاب الباء / باب ما أوّله الراء ، وفيها : ( ترجيب النخلة : ضمّ أعذاقها إلى سعفاتها ).
(٣) في المخطوط : ( التفطيم ).
(٤) المحكم والمحيط والأعظم ١ : ٢٣٥ / مقلوب العين والشين والباء ، لسان العرب ٧ : ١٢٥ شعب ، وفيهما : ( شعب : الجمع والتفريق ، والإصلاح والإفساد ) ، وليس فيهما : ( جبر الكسر ).
(٥) في المخطوط : ( المشهور ).