ومن أهل اللغة من يفسّر النور بالضوء (١).
وعندي في كلّ هذا تأمّل ، فإنّ من أسمائه تعالى النور ، وهو نور السماوات والأرض ولم يرد إطلاق لفظ الضوء عليه تعالى وتقدّس. ولعلّ الوجه في جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً أن الشمس لا تدرك الأبصار نورها ، بل ضياءه وشعاعه وأثره ، والقمر يدرك نوره ، ونور الشمس بسببه ، فأُطلق على القمر النور ؛ لأنّ نوره مدرك بذاته وهو نور الشمس ؛ فبتوسّطه يدرك نورها ، وعلى الشمس الضياء لمّا لم يُدرك من نورها إلّا ضياؤه.
فباعتبار الإدراك كان الإطلاق ، لكنّه ربّ ضياء نور أنور بما شاء الله من ذات نور. وكذا لمّا لم يدرك نور الرسالة وإنّما يدرك ضوؤه بالذات ، وإنّما يدرك نور ولاية الرسول صلىاللهعليهوآله : بواسطة الخليقة ، أُطلق القمر عليه والشمس على الرسول صلىاللهعليهوآله : ، والله العالم.
__________________
(١) المصباح المنير : ٦٢٩ نور.