الاسم الأعظم الذي آثرهم الله به ، فلا يعلمه غيرهم ، وهو نور ( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (١) ، وهو الولاية العظمى فليس لمن سألهم عنه جواب إلّا إنه من أمر الله (٢). « وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يسهو ولا يلهو » ؛ لأنه نور الله المنزّه عن شوائب النقص ، وتلك الأشياء ظلمة ونقص. وبهذا يعلم فساد القول بجواز السهو على المعصوم (٣).
ويطلق الروح أيضاً على الروح النباتيّة والحيوانيّة والإنسانيّة ، والكلّ يمتدّ من الأمريّة وإن كان منها ملكوتيّة وجبروتيّة وقدسيّة ولاهوتيّة ، وهي الكلّيّة الإلهيّة ، كلّ بحسب قابليّته وكمال رتبته. والأمر كلّه لله الواحد القهار قد [ استأثر (٤) ] به ، فلا شريك له ولا يشبهه شيء ، وهو السميع البصير ، وهو على كلّ شيء قدير.
فاجتمعت الأخبار ، وإنّما يكلّمُ الأبرار كلّ سائل بلسان عقله ولغة فهمه ، والكلام على تفصيل ألفاظ الأخبار ممّا يطول ، والله العالم.
__________________
(١) القدر : ١.
(٢) إشارة إلى قوله تعالى : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ). الإسراء : ٨٥.
(٣) انظر الفقيه ١ : ٢٣٤ / ذيل الحديث : ١٠٣١.
(٤) في المخطوط : ( أستار ).