فكلّ نجم برز من الزمان برز قسطه من الكتاب ، وأُمر بها إمام العصر ليلة القدر.
فنزوله كلّه ليلة القدر ، وكذا بروزه الجزئيّ لا يكون إلّا ليلة القدر.
يدلّ على هذا بعد صحيح الاعتبار جملة من الأخبار :
ففي العيّاشي : عن الفضل بن يسار : قال : سألت أبا عبد الله عليه سلام الله ـ : عن هذه الرواية : « ما في القرآن آية إلّا ولها ظهر وبطن ، وما فيه حرف الّا وله حدّ ، ولكلّ حدّ مطلع » ، ما يعني بقوله : « لها ظهر وبطن »؟ قال : « ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما تجري الشمس والقمر ، كلّما جاء منه بشيء وقع » (١) الحديث.
وفي بصائر الصفّار : بسند صحيح مثله ، إلّا إنه قال فيه بعد « والقمر » ـ : « كلّما جاء منه تأويل شيء يقع ، يكون على الأموات كما يكون على الأحياء » (٢).
وفي غيبة النعماني : عن الصادق عليه سلام الله ـ : أنه قال : « إنّ للقرآن تأويلاً يجري كما يجري الليل والنهار ، وكما يجري الشمس والقمر ، فإذا جاء تأويل شيء منه وقع ، فمنه ما قد جاء ، ومنه ما لم يجيء » (٣) الخبر.
ومثل هذا المضمون كثير (٤).
وأيضاً ما برز مضمونه لا يختصّ بجزئيّ ، بل هو أبديّ التجدّد ، جارٍ في أمثال ما وقع ، كلّما جاء منهم قسط وقع قسطه ، فهو أبداً حيّ طريّ يتجدّد بتجدّد الأزمان والأكوان.
كما يدلّ عليه من الاعتبار ما استفاض مضمونه من الأخبار ، ففي العيّاشيّ عنهم عليهمالسلام : « إنّ ظهر القرآن الذي نزل فيهم ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم ، يجري فيهم
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ١ : ٢٢ / ٥ ، وفيه : « ظهره وبطنه تأويله ».
(٢) بصائر الدرجات ١٩٦ / ٧ ، وفيه بعده : « كما (١) ( جاء تأويل شيء منه ، يكون على الأموات كما يكون على الأحياء » ..
(٢) الغيبة : ١٣٤ / ١٧ ، وفيه « للقرآن تأويل ».
(٤) انظر بحار الأنوار ٨٩ : ٧٨ ـ ١٠٦ / ١ ـ ٨٤.
__________________
١ ـ كذا في المصدر ، والظاهر أنها « كلّما » ، يدل عليه نقل المصنّف عنه في الهامش نفسه.