يدلّ على ذلك حديث غرْس آدم ونوح عليهماالسلام للكرم والحبلة (١) ، فما غرسا غرساً إلّا ولإبليس : لعنه الله فيه نصيب (٢) ، فجعلت الزكاة في مقابلة سهم الشيطان ، فكانت أوساخاً ، وكان الخمس في مقابلة سهم آدم عليهالسلام ، فكان ملكاً صافياً لا درن فيه ، وكان كلّ منهما بالقدر المعين ، لعلّة كون ذاك صرفاً خالصاً أو هو خالص في الخمس ، وفي الزكاة كفى المقدّر لخلوصه وما زاد. وإن أُشيب فقد أُبيح لطفاً ورحمةً وعفواً ، أو لكفاية المقدّر في رفع ضرورة المضطر ، فهي تشبه أكل الميتة وهي اولى منها من وجوه ، فأُبيحت للمضطرّ بقدر دفعها. والخمس لله ولرسوله وأهل بيته مع الغناء الحقيقي ، ولباقي الأصناف معاً فأُعطوا ما يكفيهم ؛ لأنهم عيال الإمام. هذا على سبيل الإجمال ، والله العالم بحقيقة الحال.
__________________
(١) الحَبَلة : بالتحريك ، وربما يسكّن : القضيب من الكرم. والصحاح ٤ : ١٦٦٥ حبل.
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٢٨٤ / ٤٠ ، وفيه غرس نوح عليهالسلام للحبلة دون آدم عليهالسلام ، الكافي ٦ : ٣٩٣ ـ ٣٩٤ / ٢ ، ٣٩٤ / ٣.