فأمير المؤمنين سلام الله عليه ـ : يتلقّى الوحي من الرسول بمقام ولايته المطلقة ، فإنّه مظهرها وحامل لوائها ، وهو لواء الحمد. فلا يمكن أن يستقلّ بأخذ الوحي شفاهاً من الملك حال كونه مرئيّاً له ، وإلّا لساوى الرسول وباينه ، فلم يكن نفسه التي بين جنبيه ، ولا كان منه كالرأس من الجسد ، ولم يكن خليفته مطلقاً ولا تابعاً كذلك وهو كذلك مطلقاً.
هذا كلّه في مقام الوحي التبليغي للرسالة ، وإلّا فقد استفاض أن الأئمّة عليهمالسلام : يعاينون الملائكة ، ومع هذا فلا تتوهّم أن ذلك يقتضي أفضليّة سائر الرسل غير محمَّد صلىاللهعليهوآله : على عليّ عليهالسلام : وخلفائه عليهمالسلام ، فإنّ جميع رسالات ما سوى : محمَّد صلىاللهعليهوآله : معلولة لولاية عليّ عليهالسلام : ومن فاضلها ، وقبس من نورها ، فلا يقاس المعلول بعلّته ، وحقيقة النور بالمستنير به.
أمّا محمَّد صلىاللهعليهوآله : فولاية عليّ عليهالسلام : معلولة لولايته ، ونوره شعلة من نوره ، فهو مظهر ولايته ، وحامل لوائه في الدنيا والآخرة ، آدم عليهالسلام : فمن دونه تحته (١) ، والله العالم.
__________________
(١) انظر بحار الأنوار ١٦ : ٤٠٢ / ١ ، و ٣٩ : ٢١٣ / ٥ ، و ٣٩ : ٢١٧ / ٩ ، و ٤٠ : ٨٢ / ١١٤.