المكان ، فبقي حقيقة في طلب قربه العقليّ والنفسيّ والسرّيّ ورضاه كذلك.
الثاني : أن يراد بزيارة الله عزّ اسمه زيارة وليّه ونائبه العامّ الخاصّ وخليفته في عباده ، فإنّ رضا حامل ولاية الله العظمى رضا الله ، وقربه قربه ، وغضبه غضبه ، وأسفه أسفه ، وطاعته طاعته ، ومعصيته معصيته ، حقيقة لا غير ، فكذا زيارته زيارته ، والقرب منه القرب منه لا غير حقيقة بكلّ معنى.
إذا عرفت هذا ، فظاهر الخبر أن الضمير المتّصل الغائب المضاف له العرش يعود إلى لفظ ( الله ) ، فيكون معناه على هذا الوجه : أن المتقرّب إلى الله تعالى بزيارة قبر الحسين عليهالسلام : وهو في الأرض كمن يتقرّب إلى الله بزيارة الحسين عليهالسلام : وهو كائن ؛ فإنّ الأعمال تتفاضل بتفاضل أمكنتها وأزمنتها ، والعرش أفضل مكان في العالم بأسره. ولذلك خصّ الله حبيبه محمَّداً صلىاللهعليهوآله : بالمناجاة والوحي إليه بجسمه فيه ؛ لأنه سيّد الخلق ، وأشرف الكلّ في الكلّ ، فناجاه وأوحى إليه ما أوحى بجسمه في أشرف مكان في العالم وأعلاه.
ففضل من زار الحسين عليهالسلام : بشطّ الفرات مخلصاً عارفاً بحقّه ، وتقرّب إلى الله بزيارته في أرض كربلاء ، كمن تقرّب إلى الله بزيارته وهو فوق عرشه ، أو في عرشه ، أو فوق كرسيّه على حسب اختلاف درجات العارفين بحقّه في معرفتهم.
هذا على الوجه الأوّل. وعلى الثاني يكون معناه : من زار الحسين عليهالسلام : بشطّ الفرات كمن زار الحسين عليهالسلام : والحسين عليهالسلام : فوق عرش الله تعالى ، وهذا بحمد الله واضح.
ويحتمل وجه آخر على هذا الوجه ، هو أن معناه أن من زار الحسين عليهالسلام : زار الله ، والله فوق عرشه أي متعالٍ عن معاناة الخلق منزّه عن لوازم الإمكان وصفاته ونسبه اللازمة للزائر والمزور.
وحاصله أن المتقرّب إلى الله بزيارة الحسين عليهالسلام : كمن يتقرّب إلى الله ، ويطلب رضاه منزّهاً له كمال التنزيه والتقديس. وهذا لا يكون إلّا لمن له نور المعرفة ، كما