بطلب الوسيلة والدرجة الرفيعة ، وقرب المنزل من الله ، وتقبل الشفاعة ، وغير ذلك ممّا في كتب الدعوات (١).
ومثل ما دلّ على الأمر بإهداء ثواب أعمال العاملين لهم. ومثل ما رواه ابن طاوس : في ( جمال الأسبوع ) (٢) من استحباب ركعات في كلّ يوم من الأسبوع تهدي ثوابها لواحد من أهل البيت عليهمالسلام : ، الى غير ذلك. وهو كثير ، مثل « من سنّ سنّة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة » (٣).
ومثل قوله صلىاللهعليهوآله : « أعينونا بورع واجتهاد » (٤).
ومثل ما دلّ على أن أعمال العباد تعرض عليهم كلّ يوم ، فيسرّهم صالحها ويسوؤهم قبيحها (٥). إلى غير ذلك ، فإنّه كلّه بظاهره يدلّ على وصول نفع لهم بذلك كما لا يخفى.
ومن الاعتبار أن الدعاء لهم بذلك إمّا أن يكون مجاباً فيستلزم أن يحصل لهم به نفع ، أو غير مجاب فلا أثر له حتّى للدّاعي ، ولا كلام لنا فيه.
وأيضاً صلاتنا وسلامنا عليهم ودعاؤنا لهم بعلوّ الدرجات وأفضل الكمالات طاعة وحسنة ، وكلّ حسنة فمن الله ، وهم معلّموها وسبيلها ، فهم باب الله الذي لا يؤتى إلّا منه ، ومنهم بدْء كلّ كمال وجمال ، وإليهم معاده ، فبسبيل معرفتهم عرف الله ، وبعبادتهم عبد الله ، فكأنّ جميع الصالحات أعمالهم.
وأيضاً كما أن جميع الوجودات من فاضل صفات وجودهم ، وكلّ حسنة من فاضل حسناتهم ، فقد ورد أن الله حمّلهم ذنوب شيعتهم فغفرها لهم (٦) ؛ لأنّهم ذواتهم من فاضل ذواتهم ، وحسناتهم من فاضل أعمالهم.
__________________
(١) انظر : وسائل الشيعة ٧ : ٩٢ ـ ١٠٣ ، أبواب الدعاء ، ب ٣٦ ، ٣٧.
(٢) جمال الأُسبوع : ٢٩.
(٣) الكافي ٥ : ٩ ـ ١٠ / ١ ، وسائل الشيعة ١٥ : ٢٤ ـ ٢٥ ، أبواب جهاد العدو ، ب ٥ ، ح ١.
(٤) نهج البلاغة : ٥٧٣ / الكتاب : ٤٥ ، وفيه : « أعينوني ».
(٥) بصائر الدرجات : ٤٢٤.
(٦) تفسير القمّيّ ٢ : ٣٢١ ، بحار الأنوار ١٧ : ٨٩ / ١٩.