جانبه سبعون ألفاً يدخلون الجنّة. وفي نسخة : « بغير حساب » (١).
أقول : لعلّه عليهالسلام أراد بالصخرة : دائرة رتبة المثال منهم عليهمالسلام ، وهي وجههم الذي يستقبلون به الخلق ، وهي صورة نفوسهم ومظهرها وخضرتها ؛ لشوبها من بياض نفوسهم وسواد الجسمانيّة البشريّة وإن كانت أجسامهم عليهمالسلام أنور من الشمس ، لكن ذلك بالنسبة لنفوسهم ، ففي بعض ما رواه الشيخ : عن الصادق عليهالسلام : « أما تحبّ أن يرى الله شخصك وسوادك » (٢).
وبالطينة التي تحتها : مادّة نفوسهم ، وهي أدنى درجات أعلى علّيّين إن (٣) أخرجنا منهم محمّداً : صلىاللهعليهوآله وأوصياءه عليهمالسلام ، فإنّهم (٤) أعلى من ذلك ، وإن أدخلناهم كما هو ظاهر الحديث كان المراد : أعلى علّيّين بالكلّيّة النوعيّة ، ومعراجهم كلّهم من دائرة مثالهم بوجه أو نقطة نفوسهم أو وجودهم بوجه آخر ، ولا منافاة. وكلّ إنسان يحشر إلى ما منه بدأ ومنه [ نشأ ] ، فهو مبدأ محشر النبيّين بوجه وإليه بوجه آخر ، فلا منافاة بينه وبين ما دلّ على أن المحشر في غيره.
فهذا أحد رتب المحشر ، وسمّى ما منه محشرهم : « الفاروق » أي البرزخ ، فمنه مبدأ افتراق الخلائق ؛ ولذا قال : إنه على « ممرّ الناس » ؛ إذ لا يمكن أن يكون أحد من الناس لا يمرّ بالبرزخ. أو لعلّه أراد بالمحشر : قيام القائم عجّل الله فرجه فإنّه القيامة الصغرى ، ومنه يبتدئ النفخ في الصور فتحيا الأموات.
أو أراد : أيّام الرجعة بالتقريب المذكور ، ومأوى الخلق منذ يقوم القائم عجّل الله فرجه ـ : الكوفة. أمّا كون ذلك [ منسوباً (٥) ] إلى هذا الموضع بخصوصه أعني : مسجد السهلة فلأنّ الأرض لمّا كانت مجمعَ مستجنّ الخلائق وخزانة القوى العلويّة كان فيها مظاهر جزئيّة لعالم الغيب ، ولكلّ بقعة منها مناسبة خاصّة لجهة من
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٧ ـ ٣٨ / ٧٦ ، وسائل الشيعة ٥ : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، أبواب أحكام المساجد ، ب ٤٩ ، ح ١.
(٢) تهذيب الأحكام ٦ : ٤٧ / ١٠٣.
(٣) في المخطوط بعدها : ( أمرن ).
(٤) في المخطوط بعدها : ( من ).
(٥) في المخطوط : ( منوباً ).