وهذا الرأي وثيق للغاية ؛ فقد شُفّع بالأدلة الشرعية التي حمّلت الإمام مسؤولية الجهاد ، والخروج على حكم طاغية زمانه.
٣ ـ عبد الحفيظ أبو السّعود ، يقول الاُستاذ عبد الحفيظ أبو السعود : ورأى الحُسين أنّه مطالب الآن ـ يعني بعد هلاك معاوية ـ أنْ يُعلن رفضه لهذه البيعة ، وأنْ يأخذ البيعة لنفسه من المسلمين ، وهذا أقلّ ما يجب ؛ حفاظاً لأمر الله ورفعاً للظلم ، وإبعاداً لهذا العابث ـ يعني يزيد ـ عن ذلك المنصب الجليل (١).
٤ ـ الدكتور أحمد محمود صبحي ، وممّن صرّح بهذه المسؤولية الدينية الدكتور أحمد محمود صبحي ، قال :
ففي إقدام الحُسين على بيعة يزيد انحراف عن أصلٍ من أصول الدين من حيث أنّ السياسة الدينية للمسلمين لا ترى في ولاية العهد وراثة الملك إلاّ بدعة هرقلية دخيلة على الإسلام ، ومن حيث أنّ اختيار شخض يزيد مع ما عرف عنه من سوء السّيرة ، وميله إلى اللّهو وشرب الخمر ومنادمة القرود ليتولّى منصب الخلافة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أكبر وزر يحلّ بالنظام السياسي للإسلام. يتحمّل وزره كلّ مَنْ شارك فيه ورضى عنه ، فما بالك إذا كان المُقْدِم على ذلك هو ابن بنت رسول الله؟!
كان خروج الحُسين إذاً أمراً يتّصل بالدعوة والعقيدة أكثر ممّا يتّصل بالسياسة والحرب (٢).
__________________
(١) سبط الرسول / ١٣٣.
(٢) نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثنى عشرية / ٣٣٤.