الدّين ، وألسنة الصّدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن (١) وردوهم ورود الهيم العطاش (٢) أيّها النّاس ، خذوها من خاتم النّبيّين صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «إنّه يموت من مات منّا وليس بميّت (٣) ويبلى من بلى منّا وليس ببال» فلا تقولوا بما لا تعرفون ، فإنّ أكثر الحقّ فيما تنكرون (٤) واعذروا من لا حجّة لكم عليه ، وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر (٥)؟ وأترك فيكم الثّقل الأصغر ، وركزت فيكم راية الإيمان ، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام وألبستكم العافية من عدلى ، وفرشتكم المعروف من قولى وفعلى (٦) وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسى ، فلا تستعملوا الرّأى فيما لا يدرك قعره البصر ، ولا تتغلغل إليه الفكر
__________________
(١) أى : أحلوا عترة النبى من قلوبكم محل القرآن من التعظيم والاحترام ، وإن القلب هو أحسن منازل القرآن
(٢) هلموا إلى بحار علومهم مسرعين كما تسرع الهيم ـ أى : الابل العطشى ـ إلى الماء
(٣) خذوا هذه القضية عنه ، وهى «إنه يموت الميت من أهل البيت وهو فى الحقيقة غير ميت» لبقاء روحه ساطعة النور فى عالم الظهور
(٤) الجاهل يستغمض الحقيقة فينكرها ، وأشد الحقائق دقائق
(٥) الثقل هنا : بمعنى النفيس من كل شىء ، وفى الحديث عن النبى قال : «تركت فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، وعترتى» أى : النفيسين ، وأمير المؤمنين قد عمل بالثقل الأكبر ، وهو القرآن ، وترك الثقل الأصغر ـ وهو : ولداه ، ويقال : عترته ـ قدوة للناس
(٦) فرشتكم : بسطت لكم