فهو قائده وإمامه ، يحلّ حيث حلّ ثقله (١) وينزل حيث كان منزله. وآخر قد تسمّى عالما وليس به (٢) فاقتبس جهائل من جهّال ، وأضاليل من ضلاّل ونصب للنّاس شركا من حبائل غرور ، وقول زور ، قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف الحقّ على أهوائه ، يؤمّن (٣) من العظائم ، ويهوّن كبير الجرائم يقول «أقف عند الشّبهات» وفيها وقع ، «وأعتزل البدع» وبينها اضطجع : فالصّورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان ، لا يعرف باب الهدى فيتّبعه ولا باب العمى فيصدّ عنه ، فذلك ميّت الأحياء فأين تذهبون؟ وأنّى تؤفكون؟ (٤) والأعلام قائمة! والآيات واضحة! والمنار منصوبة! فأين يتاه بكم (٥) بل كيف تعمهون؟ وبينكم عترة نبيّكم ، وهم أزمّة الحقّ ، وأعلام
__________________
(١) ثقل المسافر ـ محركة ـ : متاعه وحشمه ، وثقل الكتاب : ما يحمل من أوامر ونواه
(٢) «وآخر ـ الخ» : هذا عبد آخر غير العبد الذى وصفه بالأوصاف السابقة ، يخالف فى وصفه وصفه ، واقتبس : استفاد. جهائل : جمع جهالة ، ويراد منها هنا تصور الشىء على غير حقيقة ، ولا يستفاد من الجهال إلا ذلك ، والأضاليل الضلالات ، جمع ضلال على غير قياس ، أو هو جمع أضلولة ، ويقال : لا واحد لها من لفظها وهو الأشهر ، والضلال ـ بضم فتشديد ـ : جمع ضال
(٣) «عطف الحق ـ الخ» : حمل الحق على رغباته ، أى : لا يعرف حقا إلا إياها
(٤) تؤفكون : تقلبون وتصرفون ـ بالبناء للمجهول ـ والأعلام : الدلائل على الحق من معجزات ونحوها ، والمنار : جمع منارة ، والمراد هنا ما أقيم علامة على الخير والشر
(٥) يتاه بكم : من التيه بمعنى الضلال والحيرة ، وتعمهون : تتحيرون وعترة الرجل : نسله ورهطه