وطويت عنها كشحا. وطفقت أرتئى بين أن أصول بيد جذّاء (١) أو أصبر على طخية عمياء (٢) يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصّغير ، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى ربّه (٣) فرأيت أنّ الصّبر على هاتا أحجى (٤) فصبرت وفى العين قذى ، وفى الحلق شجا (٥) أرى تراثى نهبا ، حتّى مضى الأوّل لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده (٦) (ثمّ تمثّل بقول الأعشى) شتّان ما يومى على كورها ويوم حيّان أخى جابر (٧)
__________________
(١) وطفقت الخ : بيان لعلة الاغضاء ، والجذاء بالجيم والذال المعجمة وبالحاء المهملة والدال المهملة أيضا بدلا من الجيم والذال المعجمتين : بمعنى المقطوعة. ويقولون : رحم جذاء ، أى : لم توصل ، وسن جذاء أى متهتمة. والمراد هنا ليس ما يؤيدها. كأنه قال : تفكرت فى الأمر فوجدت الصبر أولى فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا.
(٢) طخية ـ بطاء فخاء بعدها ياء ، ويثلث أولها ـ أى : ظلمة ، ونسبة العمى اليها مجاز عقلى ، وإنما يعمى القائمون فيها إذ لا يهتدون إلى الحق ، وهو تأكيد لظلام الحال واسودادها.
(٣) يكدح : يسعى سعى المجهود.
(٤) أحجى : ألزم ، من حجى به كرضى : أولع به ولزمه. ومنه هو حجى بكذا أى : جدير ، وما أحجاه وأحج به ، أى : أخلق به ، وأصله من الحجا بمعنى العقل فهى أحجى أى أقرب إلى العقل ، وهاتا بمعنى هذه ، أى : رأى الصبر على هذه الحالة التى وصفها أولى بالعقل من الصولة بلا نصير.
(٥) الشجا : ما اعترض فى الحلق من عظم ونحوه. والتراث : الميراث
(٦) أدلى بها : ألقى بها إليه.
(٧) الكور بالضم : الرحل أو هو مع أداته ، والضمير راجع إلى الناقة المذكورة