اعترض الرّيب فىّ مع الأوّل منهم حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر (١)!! لكنّى أسففت إذ أسفّوا (٢) وطرت إذ طاروا ، فصغى رجل منهم لضغنه (٣) ومال الآخر لصهره (٤) مع هن وهن (٥) إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه (٦) بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّه خضمة الإبل نبتة الرّبيع (٧) إلى أن انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله (٨) وكبت به
__________________
رجلا ما أقول ولا أعلم أن رجلا أقضى بالحق ولا أعلم به منه. فقال عبد الرحمن : يا مقداد ، إنى أخشى عليك الفتنة فاتق اللّه. ثم لما حدث فى عهد عثمان ما حدث من قيام الأحداث من أقاربه على ولاية الأمصار ووجد عليه كبار الصحابة روى أنه قيل لعبد الرحمن : هذا عمل يديك ، فقال : ما كنت أظن هذا به! ولكن للّه على أن لا أكلمه أبدا ، ثم مات عبد الرحمن وهو مهاجر لعثمان ، حتى قيل : إن عثمان دخل عليه فى مرضه يعوده فتحول إلى الحائط لا يكلمه! واللّه أعلم ، والحكم للّه يفعل ما يشاء
(١) المشابه بعضهم بعضا دونه
(٢) أسف الطائر : دنا من الأرض ، يريد أنه لم يخالفهم فى شىء
(٣) صغى صغيا وصغا صغوا : مال ، والضغن : الضغينة يشير إلى سعد
(٤) يشير إلى عبد الرحمن
(٥) يشير إلى أغراض أخرى يكره ذكرها
(٦) يشير إلى عثمان وكان ثالثا بعد انضمام كل من طلحة والزبير وسعد إلى صاحبه كما تراه فى خبر القضية. ونافجا حضنيه : رافعا لهما ، والحضن : ما بين الابط والكشح. يقال للمتكبر : جاء نافجا حضنيه. ويقال مثله لمن امتلأ بطنه طعاما والنثيل : الروث. والمعتلف : من مادة علف موضع العلف وهو معروف ، أى : لا هم له إلا ما ذكر
(٧) الخضم ، على ما فى القاموس : الأكل مطلقا ، أو بأقصى الاضراس ، أو ملء الفم بالمأكول ، أو خاص بالشىء الرطب. والقضم : الأكل بأطراف الأسنان أخف من الخضم. والنبتة ـ بكسر النون ـ كالنبات فى معناه
(٨) انتكث فتله : انتقض. وأجهز عليه عمله : تمم قتله ، تقول : أجهزت على الجريح ، وذففت عليه