يجمعهما اللّه لأقوام ، فاحذروا من اللّه ما حذّركم من نفسه ، واخشوه خشية ليست بتعذير (١) واعملوا فى غير رياء ولا سمعة ، فإنّه من يعمل لغير اللّه يكله اللّه لمن عمل له (٢) نسأل اللّه منازل الشّهداء ، ومعايشة السّعداء ، ومرافقة الأنبياء. أيّها النّاس إنّه لا يستغنى الرّجل ، وإن كان ذا مال ، عن عشيرته ، ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم ، وهم أعظم النّاس حيطة من ورائه (٣) وألمّهم لشعثه ، وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به. ولسان الصّدق يجعله اللّه للمرء فى النّاس خير له من المال يورّثه (٤) غيره. ومنها : ألا لا يعدلن عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالّذى
__________________
(١) مصدر عذر تعذيرا لم يثبت له عذر ، أى : خشية لا يكون فيها تقصير يتعذر معه الاعتذار
(٢) العامل لغير اللّه لا يرجو ثواب عمله من اللّه وإنما يطلبه ممن عمل له ، فكأن اللّه قد تركه إلى من عمل له وجعل أمره اليه
(٣) حيطة كبيعة أى : رعاية وكلاءة ، ويروى حيطة ـ بكسر الحاء كبنية ، وسكون الياء مخففة ـ مصدر حاطه يحوطه. أى : صانه ، وتعطف ، عليه وتحنن ، والشعث ـ بالتحريك ـ : التفرق والانتشار
(٤) لسان الصدق : حسن الذكر بالحق ،