عن الجهاد ومخالفتهم له فى الرأى ، فقال : ـ ما هى إلاّ الكوفة أقبضها وأبسطها (١) ، إن لم تكونى إلاّ أنت تهبّ أعاصيرك (٢) فقبّحك اللّه وتمثل بقول الشاعر [لعمر أبيك الخير يا عمرو إنّنى على وضر من ذا الإناء قليل (٣)
ثم قال عليه السّلام :
أنبئت بسرا قد اطّلع اليمن (٤) وإنّى واللّه لأظنّ أنّ هؤلاء القوم سيدالون منكم : باجتماعهم على باطلهم ، وتفرّقكم عن حقّكم (٥) ، وبمعصيتكم إمامكم فى الحقّ ، وطاعتهم إمامهم فى الباطل ، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم
__________________
خبرت بسرا وما صدقت ما زعموا |
|
من إفكهم ومن القول الذى اقترفوا |
أنحى على ودجى ابنى مرهفة |
|
مشحوذة ، وكذاك الاثم يقترف |
وتروى هذه الأبيات بروايات شتى فيها تغيير وزيادة ونقص
(١) أقبضها وأبسطها ، أى : أتصرف فيها كما يتصرف صاحب الثوب فى ثوبه يقبضه أو يبسطه
(٢) الأعاصير : جمع إعصار ، وهى ريح تهب وتمتد من الأرض نحو السماء كالعمود ، أو كل ريح فيها العصار : وهو الغبار الكثير. إن لم يكن لى ملك الكوفة على ما فيها من الفتن والآراء المختلفة فأبعدها اللّه ، وشبه الاختلاف والشقاق بالأعاصير لاثارتها التراب وإفسادها الأرض
(٣) الوضر ـ بالتحريك ـ : غسالة السقاء والقصعة ، وبقية الدسم فى الاناء وتقول. وضر الاناء ـ من باب طرب ـ إذا اتسخ بالدسم أو اللبن
(٤) اطلع اليمن : بلغها وتمكن منها وغشيها بجيشه
(٥) سيدالون منكم : ستكون لهم الدولة بدلكم ، بذلك السبب القوى ، وهو اجتماع كلمتهم ، وطاعتهم