قال لي : كيف أنت؟ قلت : عليل (١) |
|
سهر (٢) دائم وحزن طويل |
أي ما بالك عليلا (٣)؟ أو ما سبب علّتك (٤)؟] بقرينة العرف (٥) والعادة ، لأنّه (٦) إذا قيل : فلان مريض ، فإنّما يسأل عن مرضه (٧) وسببه ، لا أن يقال (٨) : هل سبب علّته كذا وكذا ،
________________________________________
(١) خبر لمبتدأ محذوف ، أي أنا عليل ، وهذه الجملة جواب للسّؤال.
(٢) مصدر سهر ، سهر فلان ، أي لم ينم ليلا ، «دائم» صفة لسهر ، النّعت والمنعوت خبر لمبتدأ محذوف ، أي هو ، أي سبب علّتي سهر دائم.
والشّاهد في البيت : ترك عطف قوله : «سهر دائم» على ما قبله لما بين الجملتين من شبه كمال الاتّصال ، حيث إنّ قوله : «سهر دائم» جواب عن سؤال عن سبب مطلقا ، وقد تضمّنته الجملة الأولى ، فبينهما شبه كمال الاتّصال.
(٣) أي ما حالك عليلا ، أي حال كونك عليلا ، ولا شكّ أنّ السّؤال عن حال المريض بعد العلم بكونه مريضا إنّما يكون عن تعيين سبب المرض والعلّة ، يعني أنّ أيّة مهيّة من المهيّات الّتي أوجب المرض والعلّة أوجبت علّتك ، فالمعنى ما سبب علّتك.
(٤) هذا تنويع في التّعبير ، والمعنى واحد لأنّ كلّا من التّعبيرين يفيد السّؤال عن سبب المرض والعلّة ، إلّا أنّ التّعبير الأوّل يفيده بالتّلويح ، والثّاني يفيده بالتّصريح.
(٥) أي إنّما كان السّؤال عن السّبب المطلق لا عن السّبب الخاصّ بقرينة العرف ، وإضافة القرينة إلى العرف بيانيّة ، ثمّ عطف «العادة» على «العرف» إشارة إلى أنّ المراد من العرف هو العرف العادي ، فالمعنى أنّ العادة العرفيّة جرت على أنّه إذا قيل فلان عليل ، أن يسأل عن سبب مرضه وعلّته.
(٦) علّة كون السّؤال عامّا لا خاصّا.
(٧) أي يسأل عن سبب مرضه بتقدير مضاف ، فيكون عطف «سببه» على «مرضه» عطف تفسير.
(٨) أي لا يسأل عن سبب خاصّ بأن يكون السّامع عالما بجملة من الأسباب إلّا أنّه لا يعلم ما هو سبب المرض منها معيّنا ، فيتردّد في تعيين أحدها ، أي ليس الأمر كذلك ، ليكون السّؤال عن السّبب الخاصّ ، بل لم يتصوّر السّامع من قول القائل : فلان مريض ، إلّا مجرّد المرض