الحاليّة [ضمير (١) ذي الحال وجبت] أي الواو ، سواء كان خبره فعلا (٢) [نحو : جاء زيد وهو يسرع أو] اسما ، نحو : جاء زيد [وهو مسرع] وذلك (٣) لأنّ الجملة (٤) لا يترك فيها الواو حتّى (٥) تدخل في صلة العامل وتنضمّ (٦) إليه في الإثبات وتقدّر (٧) تقدير المفرد
________________________________________
بوجوب الإتيان بالواو ، فيمتنع تركها إلّا لظهور التّأويل بالمفرد ، وفيما عدا ذلك يجوز الإتيان بها ، والرّاجح تركها.
(١) كان الأولى أن يقول : عين ذي الحال ، ليشمل ما إذا كان المبتدأ ضميرا ، وما إذا كان اسما ظاهرا.
(٢) أي فعلا ماضيا أو مضارعا ، لأنّ الفعل مع فاعله في تأويل اسم الفاعل وفاعله مطلقا ، واعلم أنّ الحال في الحقيقة هو يسرع أو مسرع ، لأنّه هو الواقع وصفا لصاحبها.
(٣) أي بيان وجوب الرّبط بالواو في الحلين المذكورين.
(٤) أي لأنّ الجملة الّتي أريد أنّ تقع حالا ، وحاصل ما ذكره من البيان أنّ أمر الواو وجودا وعدما في الجملة يدور مدار كون الجملة ظاهرة التّأويل بالمفردة ، وعدم كونها كذلك ، فعلى الأوّل يترك فيها الواو ، وعلى الثّاني لا يترك فيها الواو.
(٥) كلمة «حتّى» بمعنى إلّا ، أي لا يترك فيها الواو إلّا إذا دخلت في حريم ما يتّصل بالعامل ، ويتعلّق به ، بأن يكون قيدا من قيوده وتابعا له في الإثبات ، ولم يكن إثباتا مستقلا.
(٦) أي وتنضمّ إلى مضمون العامل كالمجيء مثلا في قولك : جاء زيد وهو يسرع أو وهو مسرع ، والمراد بانضمامها لمضمون العامل أن يكون إثباته في إثباته ، وتخصيص الإثبات بالذّكر ، لأنّه الأصل ، وإلّا فالحكم في النّفي أيضا كذلك ، نحو : لم يجئ زيد وهو يبتسم أو وهو مبتسم ، وعطف تنضمّ إليه في الإثبات على ما قبله ، عطف تفسير باعتبار المراد أو عطف لازم على ملزوم على ما قيل.
(٧) أي وتنزّل منزلة المفرد في أنّه لا يستأنّف لها إثبات زائد على إثبات العامل ، بل تضاف إليه كما في المفردة ، بمعنى أنّك إذا قلت : جاء زيد يركب ، كان في تقدير جاء زيد راكبا ، فالمثبت هو المجيء حال الرّكوب لا مجيء مقيّد بإثبات مستأنّف للرّكوب ، كما هو مقتضى أصل الجملة الحاليّة.