[أو (١)] بلفظ [ناقص عنه واف ، أو (٢) بلفظ زائد عليه لفائدة] فالمساواة أن يكون اللّفظ بمقدار أصل المراد ، والإيجاز أن يكون ناقصا عنه وافيّا به ، والإطناب أن يكون زائدا عليه لفائدة [واحترز (٣) بواف عن الإخلال] ، وهو (٤) أن يكون اللّفظ ناقصا عن أصل المراد غير واف به [كقوله (٥) : والعيش خير في ظلال (٦) النّوك]
________________________________________
مطابقة ، ومن ذلك قلنا : إنّ ما صنعه المصنّف قريب ممّا صنعه السّكّاكي ، فقولنا : جاءني إنسان ، وجاءني حيوان ناطق ، كلاهما من باب المساواة ، وإن كان بينهما تفاوت من حيث الإجمال والتّفصيل ، والقول بأنّ أحدهما إيجاز والآخر إطناب وهم ، فالمساواة هي تأدية أصل المراد بلفظ مساو لأصل المراد.
(١) أي أو تأدية أصل المراد بلفظ ناقص عن المراد ، بأن يؤدّي بأقلّ ممّا وضع لأجزائه ، واف بذلك المراد ، وهذه التأدية هي الإيجاز ، فهو تأدية أصل المراد بلفظ ناقص واف ، واحترز بقوله : «واف» عن الإخلال.
(٢) أي أو تأدية اصل المراد بلفظ زائد عليه بأن يكون أكثر ممّا وضع لأجزائه مطابقة لفائدة ، وهذه التأدية هي الإطناب ، فهو تأدية أصل المراد بلفظ زائد عليه لفائدة ، واحترز بقوله :
«لفائدة» عن التّطويل والحشو ، كما سيأتي.
(٣) قوله : «واحترز» مبنيّ للمفعول.
(٤) أي الإخلال أن يكون اللّفظ ناقصا عن أصل المراد غير واف به لخفاء دلالته بحيث يحتاج فيها إلى تكلّف وإعمال نظر ، ووجه الاحتراز عن الإخلال أنّ المراد بالوفاء في الإيجاز أن تكون الدّلالة على ذلك المراد مع نقصان اللّفظ واضحة في تراكيب البلغاء ، ظاهرة لا خفاء فيها.
(٥) أي كقول الحارث بن حلزة اليشكري ، بكسر الحاء المهملة ، وتشديد اللّام وكسرها ، والزّاي المعجمة المفتوحة ، واليشكري نسبة لبني يشكر ، بطن من بكر بن وائل ، وهو من شعراء الجاهليّة.
(٦) الظّلال جمع ظلّة بالضّمّ ، وهي ما يتظلّل به كالخيمة ، النّوك بالنّون ثمّ الواو كقفل وفلس بمعنى الحمق ، وإضافة ظلال إليه من إضافة المشبّه به إلى المشبّه بمعنى أنّه شبّه النّوك بالظّلال بجامع الاشتمال ، ثمّ أضيف المشبّه به إلى المشبّه قصدا للمبالغة ، الكدّ بفتح الكاف وتشديد الدّال المهملة بمعنى التّعب ، الكد بمعنى المكدود ، أي المتعوب.