المنيّة ، أي الموت عقليّ ، لأنّه عدم الحياة (١) عمّا من شأنه الحياة ، والسّبع حسّيّ ، أو بالعكس (٢) [و] ذلك مثل [العطر] الّذي هو محسوس مشموم [وخلق كريم (٣)] وهو (٤) عقليّ لأنّه كيفيّة نفسانيّة (٥) تصدر عنها الأفعال (٦) بسهولة (٧) والوجه (٨) في تشبيه
________________________________________
بالمسامحة العرفيّة ، والمنيّة وهي المشبّه عقليّ.
(١) أي ولا شكّ في أنّ هذا العدم أمر يدرك بالعقل لا بالحواسّ ، وجعله الموت عدميّا هو مذهب بعضهم.
(٢) بأن يكون المشبّه به عقليّا ، والمشبّه حسّيّا.
(٣) كما في قولك : هذا العطر كخلق رجل كريم في كون كلّ منهما منشأ لما يستحسن ، ثمّ المشبّه إن كان ذات العطر كان محسوسا بحاسّة البصر ، وإن كان المشبّه رائحته كان محسوسا بحاسّة الشّم ، وهذا هو المراد بقوله : «مشموم» فهذا يشير إلى أنّ المشبّه رائحة العطر لا ذاته.
(٤) أي الخلق عقلي.
(٥) أي راسخة في النّفس نسبته إلى النّفس من حيث قيامها بها ورسوخها فيها ، وكان الأولى أن يعبّر بقوله : ملكة يصدر بها من النّفس أفعال بسهولة من غير تقدّم فكر ورويّة ، ليخرج غير الرّاسخ من صفات النّفس ، لأنّه لا يكون خلقا كغضب الحليم ، وكذا الرّاسخ الّذي يكون مبدأ لأفعال الجوارح بسهولة كملكة الكتابة ، فإنّه أيضا ليس بخلق ، وكذا الرّاسخ الّذي تكون نسبته إلى الفعل والتّرك على السّواء ، كالقدرة فإنّه أيضا لا يكون خلقا ، فما ذكره الشّارح من التّعريف ناقص جدّا.
(٦) أي الاختياريّة ، فإن كانت محمودة سمّيت خلقا حسنا ، وإن كانت سيّئة سمّيت خلقا سيّئا.
(٧) أي من غير تكلّف في إيجاد تلك الأفعال.
(٨) أي والطّريق في تشبيه المحسوس بالمعقول أن يقدّر المعقول محسوسا.
وهذا من الشّارح جواب عمّا يقال ما اقتضاه كلام المصنّف من جواز تشبيه المحسوس بالمعقول ممنوع ، لأنّ المحسوس أقوى من المعقول ، لأنّ المحسوس أقرب للإدراك ، وأحقّ لظهور الوجه فيه ، والأقوى لا يشبه بالأضعف.
وحاصل الجواب أنّه يقدّر المعقول محسوسا ، أي فيجعل المعقول محسوسا قصدا