والضّمير للنّجوم (١) [سنن (٢) لاح بينهنّ ابتداع فإنّ وجه الشّبه فيه] أي في هذا التّشبيه [هو الهيئة الحاصلة من حصول أشياء مشرقة بيض في جوانب شيء مظلم أسود ، فهي] أي تلك الهيئة [غير موجودة في المشبّه به] أعني (٣) السّنن بين الابتداع [إلّا على طريق (٤) التّخييل وذلك (٥)] أي وجودها في المشبّه به على طريق التّخييل [إنّه] الضّمير للشّأن [لما كانت البدعة وكلّ ما هو جهل (٦) تجعل صاحبها كمن يمشي في الظّلمة فلا يهتدي للطّريق ، ولا يأمن أن ينال مكروها شبّهت (٧)] أي البدعة ، وكلّ ما
________________________________________
(١) أي فالإضافة حينئذ لأدنى ملابسة ، وهي كون النّجوم واقعة في الظّلم.
(٢) «السّنن» كصرد جمع سنّة ، وهي حكم الله تعالى ، أي ما تقرّر كونه مأمورا به أو منهيّا عنه شرعا ، ممّا يدلّ عليه قول الشّارع أو فعله ، أو تقريره «لاح» بالحاء المهملة بمعنى ظهر «ابتداع» مصدر من البدعة ، وهي كحرفة وزنا ، الحدث في الدّين ، أي إحداث أمر بادّعاء أنّه من الدّين ، وهو ليس كذلك.
والشّاهد في البيت هو كون وجه الشّبه ، وهو الهيئة الخاصّة غير متحقّقة في المشبّه به إلا على سبيل التّخييل ، لأنّ السّنن ليست أجراما حتّى تكون مشرقة ، وكذلك البدعة ليست أجراما حتّى تكون مظلمة ، فينتزع من المجموع هيئة ، ويشبّه بها الهيئة المنتزعة من النّجوم الواقعة في الظّلمة بجامع مطلق الهيئة الشّاملة لهما.
(٣) أي هذا التّفسير إشارة إلى أنّ هذا الكلام محمول على القلب ، أي والأصل وكأنّ السّنن بين الابتداع نجوم بين دجاه.
(٤) إضافة طريق إلى التّخييل بيانيّة ، أي طريق هو تخيّل الوهم كون الشّيء حاصلا ، والحال إنّه ليس كذلك في نفس الأمر ، لأنّ البياض والإشراق كالظّلمة من أوصاف الأجسام ، ولا توصف السّنة والبدعة بها ، لأنّهما من المعاني.
(٥) أي بيان ذلك ، أي بيان وجود الهيئة الواقعة وجه الشّبه في المشبه به على طريق التّخييل.
(٦) أي وكلّ فعل ارتكابه جهل ، ليكون من جنس البدعة الّتي عطف عليها ، لأنّ البدعة ناشئة عن الجهل لا أنّها جهل بنفسها ، وبهذا ظهر أنّ عطف كلّ ما هو جهل على البدعة من قبيل عطف العامّ على الخاصّ.
(٧) جواب عن لمّا في قوله : «لمّا كانت البدعة ...».