فصار] بسبب تخيّل أنّ الثّاني (١) ممّا له بياض وإشراق ، والأوّل (٢) ممّا له سواد وإظلام [تشبيه (٣) النّجوم بين الدّجى بالسّنن بين الابتداع كتشبيهها] أي النّجوم [ببياض المشيب (٤) في سواد الشّباب] أي أبيضه في أسوده [أو بالأنوار] (٥) ، أي الأزهار (٦) ، [مؤتلقة] بالقاف أي لامعة [بين النّبات الشّديدة الخضرة] حتّى يضرب (٧) إلى السّواد ، فبهذا (٨) التّأويل ، أعني تخييل ما ليس بمتلوّن متلوّنا ظهر اشتراك النّجوم بين (٩) الدّجى ،
________________________________________
فيه علامة صلاح الشّخص وفساده ، ووجه التّنظير أنّ الكفر جحد ما علم مجيء النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم به ضرورة ، والشّاهد في قوله «شاهدت سواد الكفر» وهو إنكار الحقّ قد وصف بالسّواد ، لتخيّله أنّه من الأجرام الّتي لها سواد.
(١) أي السّنّة ، وكلّ ما هو علم ممّا له بياض وإشراق.
(٢) أي البدعة ، وكلّ ما هو جهل ممّا له سواد وإظلام.
(٣) وهو اسم صار في قوله : «فصار» ، والظّرف في قوله : «كتشبيهها» خبر «صار».
(٤) أي بالشّعر الأبيض في وقت الشّيخوخة «في سواد الشّباب» أي في الشّعر الأسود الكائن في وقت الشّباب الباقي على سواده ، ضرورة أنّ النّجوم في الدّجى لم تشبّه بنفس البياض في السّواد ، بل بالشّعر الأبيض الكائن في الأسود ، فيقال : النّجوم في الدّجى كالشّعر الأبيض في الشّعر الأسود حال ابتداء الشّيب ، وإليه أشار بقوله : أي أبيضه في أسوده ، أي تشبيه النّجوم بين الدّجى بالسّنن مثل تشبيه النّجوم ببياض المشيب.
(٥) عطف على قوله «ببياض».
(٦) التّفسير إشارة إلى أنّ الأنوار جمع النّور بفتح النّون ، لا جمع النّور بضمّ النّون.
(٧) أي يميل إلى السّواد بأن يكون النّبات في الحقيقة أخضر ، لكن لشدّته في الخضرة يتراءى أنّه أسود.
(٨) هذا نتيجة ما تقدّم.
(٩) قوله : «بين الدّجى» حال من «النّجوم» كما أنّ قوله : «بين الابتداع» حال من «السّنن» ثمّ «النّجوم بين الدّجى» مشبّه و «السّنن بين الابتداع» مشبّه به ، وجه الشّبه هو كون كلّ منهما شيئا ذا بياض ، بين شيء ذي سواد على طريق التّأويل ، أي تخييل ما ليس بمتلوّن متلوّنا ، ثمّ إنّ هذا التّخييل نشأ من التّشبيهين المعروفين بينهم ، أعني تشبيههم السّنّة وكلّ ما فيه علم بالنّور ،