في تشبيه الشّقيق (١)] بأعلام ياقوت نشرن على رماح من زبرجد من (٢) الهيئة الحاصلة من نشر أجرام حمر مبسوطة (٣) على رؤوس أجرام خضر مستطيلة (٤) ، فالمشبّه مفرد وهو (٥) الشّقيق ، والمشبّه به مركّب (٦) ، وهو (٧) ظاهر ، وعكسه (٨) تشبيه نهار مشمس قد شابه ، أي خالطه زهر الرّبا بليل مقمر على ما سيجيء (٩).
________________________________________
(١) أي المحمّر.
(٢) بيان لوجه الشّبه الّذي مرّ في ضمّن التّشبيه المذكور.
(٣) أي فيها اتّساع ، فهو غير المنشور مع عدم الاتّساع كالخيط ، فلذا ذكر قوله : «مبسوطة» مع قوله : «نشر أجرام».
(٤) أي مشكّل بشكل مخروطي ، وهو ما ينتزع من إحاطة سطحين على جسم أحدهما مستطيل ينتهي إلى نقطة تسمّى رأس المخروط ، والآخر إلى خطّ مستدير ، ويسمّى هذا السّطح قاعدّة المخروط.
(٥) أي المشبّه الشّقيق المقيّد بالحمرة.
(٦) أي هيئة منتزعة من عدّة أمور ، أي نشر أجرام وحمرتها وبسطها على رؤوس أجرام أخر ، وخضرتها واستطالتها ومخروطيّتها ، وأمّا المشبّه فهو نفس الشّقيق المقيّد بالحمرة ، وهو أمر واحد ذو أجزاء خارجيّة.
نعم ، الهيئة تنتزع منه باعتبار أجزائها ، لكن بقصد أن تجعل وجه الشّبه لا بقصد أن تجعل طرفا للتّشبيه ، وليس في جانب المشبّه به ما يكون اسما لمجموع الأمور المذكورة فيه كي يكون مفردا أيضا.
(٧) أي كون المشبّه به مركّبا يكون أمرا ظاهرا ، لأنّ المقصود من التّشبيه هي الهيئة الحاصلة من مجموع الأعلام الياقوتيّة المنشورة على الرّماح الزّبرجدّ ، وليس المقصود بالذّات هو الأعلام حتّى يكون مفردا.
(٨) أي ما إذا كان المشبّه مركّبا والمشبّه به مفردا.
(٩) أي سيجيء في تشبيه نهار مشمس بليل مقمر ، حيث إنّ المشبّه فيه هي الهيئة المنتزعة من النّهار ، وكونه ذا شمس ، والمشبّه به هو اللّيل المقيّد بكونه ذا قمر ، ووجه الشّبه الهيئة الجامعة بين الهيئة المنتزعة المذكورة واللّيل المقمر ، فوجه الشّبه والمشبّه مركّبان ، والمشبّه به مفرد مقيّد. وهذا سيجيء في قول أبي تمّام.