إنّ (١) قائل هذه الأبيات قد قصد بها (٢) الهزؤ والتّمليح ، وأمّا الإشارة إلى قصّة (٣) أو مثل أو شعر ، فإنّما هو التّلميح بتقديم اللّام على الميم ، وسيجيء ذكره (٤) ، في الخاتمة ، والتّسوية بينهما (٥) إنّما وقعت (٦) من جهة العلّامة الشّيرازي رحمهالله تعالى ، وهو سهو (٧) ،
________________________________________
«الغيظة» كطلحة مرّة من الغيظ ، وهو الغضب أو شدّته ، «الضّحّاك» كشدّاد اسم ملك كان مشهورا بشدّة الغيظ.
والشّاهد في قوله : «فسلّ لغيظة الضّحاك جسمي» ، حيث أطلق الشّاعر الضّحّاك على أبي أنس على نحو الاستعارة المصرّحة قصدا للهزء والتّمليح معا ، فظهر أنّه لا أساس لما ذكره العلّامة الشّيرازي من التّفسير ، إذ ليس في البيت إشارة إلى قصّة أو شعر أو مثل وأنّ أو في كلام المصنّف لمنع الخلوّ ، وبالجملة إنّ الشّاعر أطلق الضّحاك على أبي أنس زيادة في التّهكم والسّخريّة لتضمّنه التّشبيه به على وجه الهزء والسّخريّة والتّمليح فكأنّه قال فسلّ جسمي من غيظ أبي أنس الّذي هو كالضّحّاك.
(١) مقول «قال» في قوله : «قال الإمام المرزوقي».
(٢) أي الأبيات أي قصد القائل بها الهزؤ والتّمليح ، أي الاستهزاء بأبي أنس وإضحاك السّامعين وإزالة الملل عنهم.
(٣) أي إلى قصّة مشهورة ، أو مثل سائر ، أو شعر نادر ، فإنّما هو التّمليح ... ، فقوله : «أمّا الإشارة ...» دفع لما يتوهّم من أنّه ربّما يقال : كيف فسرت أيّها الشّارح قوله : تمليح بقولك ، أي إتيان بما فيه ملاحة وظرافة مع أنّه وقع في شرح المفتاح أنّ التّمليح هو أنّ يشار في فحوى الكلام إلى قصّة أو مثل أو شعر.
وحاصل الجواب : إنّ الإشارة إلى قصّة ... ، أنّما هو التّلميح بتقديم اللّام على الميم.
(٤) أي ذكر التّلميح في الخاتمة ، أي خاتمة البديع.
(٥) أي بين التّمليح بتقديم الميم والتّلميح بتأخيرها عن اللّام.
(٦) أي وقعت التّسوية من العلامة الشّيرازي حيث فسّر التّمليح هنا ، بتقديم الميم ، بالإشارة إلى قصّة أو مثل أو شعر ، وجعل ما أشبهه بالأسد إذا قيل للجبان مثالا للتّهكّم لا للتّمليح ، وجعل هو حاتم مثالا للتّمليح فقطّ.
(٧) أي التّسوية بينهما سهو من وجهين : الأوّل : إنّ الإشارة إلى قصّة أو مثل أو شعر ، إنّما