[و] في الاستفهام [أين بيتك أزرك] أي إن تعرّفنيه (١) أزرك [و] في الأمر [أكرمني أكرمك] أي إن تكرمني أكرمك ، [و] في النّهي [لا تشتمني يكن خيرا لك] أي إن لا تشتمني يكن خيرا لك (٢) ، وذلك (٣) لأنّ الحامل للمتكلّم على الكلام الطّلبيّ كون المطلوب مقصودا للمتكلّم إمّا لذاته أو لغيره. لتوقّف ذلك الغير على حصوله (٤) ، وهذا (٥) معنى الشّرط ، فإذا ذكرت الطّلب ، وذكرت بعده ، ما يصلح توقّفه (٦) على المطلوب غلب (٧) على ظنّ المخاطب
________________________________________
(١) إنّ الأولى والظّاهر أن يكون التّقدير إن أعرفه أزرك ، لأنّ سبب الزّيارة هو المعرفة ، سواء كانت بتعريف المخاطب أو بدونه.
(٢) يفهم من تقدير المصنّف الشّرط في الأمثلة المذكورة ، إنّ الشّرط يقدّر من جنس ما قبله من إثبات أو نفي ، ففي «لا تشتم» يقدّر إن لا تشتم ، لا إن تشتم ، وفي «أكرمني» يقدّر : إن تكرمني لا إن لم تكرمني ، لأنّ الطّلب لا يشعر إلّا بما هو من سنخه.
(٣) أي بيان ذلك ، أي بيان تقدير الشّرط بعد الأربعة المذكورة ، وحاصله إنّ هذه الأربعة للطّلب ، والمتكلّم بالكلام الطّلبيّ إمّا أن يكون مقصوده المطلوب لذاته ، وهو نادر ، وإمّا أن يكون مقصوده المطلوب لغيره ، بحيث يتوقّف ذلك الغير على المطلوب ، فإذا ذكر بعد الكلام الطّلبيّ ما يصلح توقّفه على المطلوب ، ظنّ المخاطب أنّ المطلوب مقصود لأجل ما ذكر بعد الطّلب لا لنفسه ، فيكون معنى الشّرط ظاهرا في الكلام الطّلبيّ المصاحب لذلك الشّيء الّذي يصلح توقّفه على المطلوب ، فناسب تقدير الشّرط لوجود معناه في الكلام ، هذا بخلاف الكلام الخبريّ ، فإنّ الحامل للمتكلّم على الكلام هو إفادته للمخاطب مضمون الكلام ، أو لازم مضمونه.
(٤) أي حصول المطلوب.
(٥) أي توقّف ذلك الغير على حصول ذلك المطلوب معنى الشّرط ، لأنّ معناه هو تعليق شيء بشيء آخر.
(٦) أي توقّف ذلك الشّيء نحو : أكرمك بعد أكرمني ، بأن قلت مثلا : أكرمني أكرمك ، فقد ذكرت الطّلب ، وهو أكرمني وذكر بعده ما يصلح توقّفه على المطلوب الّذي هو الإكرام المتعلّق بالمخاطب.
(٧) جواب لقوله : «فإذا ذكرت».