المخاطب بمنادى ، بل ما دلّ عليه ضمير المتكلّم ، فأيّها مضموم (١) والرّجل مرفوع ، والمجموع في محلّ االنّصب على أنّه حال ، ولهذا قال : [أي متخصّصا (٢)] أي مختصّا [من بين الرّجال] وقد تستعمل صيغة النّداء في الاستغاثة (٣) نحو : يا الله (٤). والتّعجّب (٥) نحو : يا للماء (٦) ، والتّحسّر (٧) والتّوجّع ، كما في نداء الأطلال (٨) والمنازل ، والمطايا وما أشبه ذلك (٩)
________________________________________
(١) أي مبنيّ على الضمّ ، لأنّه نكرة مقصودة في محلّ نصب بفعل محذوف وجوبا تقديره أخصّ.
(٢) أي أنا أفعل كذا حال كوني متخصّصا بهذا الفعل من بين الرّجال ، لما في ذلك من الصّعوبة ، وتفسير الشّارح بقوله : «مختصّا» إشارة إلى أنّ كثرة الحروف في قول المصنّف لا تدلّ على زيادة التّخصيص ، فالمعنى واحد.
(٣) على سبيل المجاز المرسل ، من باب استعمال ما للأعمّ في الأخصّ ، وذلك لأنّ صيغة النّداء موضوعة لمطلق طلب الإقبال ، فاستعملت في طلب الإقبال الخاصّ ، أي الإغاثة فقطّ.
(٤) قوله : «يا الله» أي يا الله أقبل علينا لإغاثتنا من شدائد الدّنيا والآخرة.
(٥) العلاقة بينه وبين النّداء المشابهة من جهة أنّه ينبغي الإقبال على كلّ من المنادى والمتعجّب منه
(٦) يقال ذلك عند مشاهدة كثرته ، أو كثرة حلاوته ، أو برودته ، فكأنّه لغرابة الكثرة المذكورة يدعوه ، ويستحضره ليتعجّب منه.
(٧) العلاقة بين هذه الأشياء وبين النّداء المشابهة في كون كلّ ينبغي الإقبال عليه بالخطاب للاهتمام به وامتلاء القلب بشأنه.
(٨) أمثلة للتّحسّر ، ومثال التّوجّع : يا مرضى ويا سقمى ، والأطلال جمع طلل ، وهو ما شخّص من آثار الدّيار.
(٩) عطف على الإغاثة ، وذلك كالنّدبة وهي نداء المتوجّع منه ، أو المتفجّع عليه ، كقولك : يا رأساه ، ويا محمّداه ، كأنّك تدعوه ، وتقول له : تعال فأنا مشتاق إليك.