مجرّد إظهار كراهة حضوره [فوزانه] أي وزان (١) لا تقيمنّ عندنا [وزان حسنها في ـ أعجبني الدّار حسنها (٢) ـ لأنّ (٣) عدم الإقامة مغاير للارتحال] فلا يكون (٤) تأكيدا [وغير داخل فيه (٥)]
________________________________________
لا اللّغويّ ، لأنّ لا تقم عندي ، صار حقيقة عرفيّة في إظهار كراهة إقامته حتّى أنّه كثيرا ما يقال : لا تقم عندي ، ولا يقصد بحسب العرف كفّه عن الإقامة الّذي هو المدلول اللّغويّ ، بل مجرّد إظهار حضوره وإقامته عنده سواء وجد معها ارتحال أم لا.
(١) أي مرتبة «لا تقيمنّ» مع قوله «ارحل» مرتبة «حسنها» مع «الدّار» في قولك : «أعجبني الدّار حسنها» في كونه بدل اشتمال.
(٢) أي بالقياس إلى الدّار ، هذا بناء على ما هو الحقّ من أنّ الأمر بالشّيء لا يقتضي تضمّنا النّهي عن ضدّه الخاصّ ، وأمّا على القول بالاقتضاء ، فمرتبة «لا تقيمنّ عندنا» بالنّسبة إلى «ارحل» مرتبة رأسه في ضرب زيد رأسه بالنّسبة إلى زيد ، إلّا أنّ هذا القول مزيّف.
(٣) أي إنّما كان وزانه وزان «حسنها» ، لأنّ عدم الإقامة الّذي هو مطلوب ب «لا تقيمنّ» ، «مغاير للارتحال» أي الّذي هو مطلوب بقوله : «ارحل» ، أي عدم الإقامة المطلوب ب «لا تقيمنّ» مغاير للارتحال المطلوب ب «ارحل» مفهوما ، لأنّ الارتحال إنّما يكون بعد الإقامة ولو ساعة ، وعدم الإقامة تدلّ على العدم الأزليّ الأصليّ والمغايرة بينهما ظاهرة ظهور الشّمس في رابعة النّهار.
(٤) أي فلا يكون قوله : «لا تقيمنّ» تأكيدا مطلقا لما عرفت من المغايرة بين «ارحل» و «لا تقيمنّ» بحسب المفهوم ، إذ يعتبر الاتّحاد الذّاتيّ بل المفهوميّ في التّأكيد اللّفظيّ ، وقد عرفت فقدان الاتّحاد الذّاتيّ في المقام ، وبهذا البيان لا يرد ما قيل : من أنّه إن أراد نفي التّأكيد اللّفظيّ ، فلا يكون مخرجا للتّأكيد المعنويّ ، وحينئذ لم يتمّ التّعليل ، وإن أراد نفي التّأكيد مطلقا فيرد عليه أنّ هذا يفيد أنّ التّأكيد المعنويّ لا يكون مغايرا في المعنى ، وهو مشكل بما تقدّم من قوله : (لا رَيْبَ فِيهِ) فإنّه تأكيد لقوله : (ذلِكَ الْكِتابُ) مع مغايرته له في المعنى.
(٥) أي عدم الإقامة غير داخل في مفهوم الارتحال.