تقتضي إدخال المشبّه في جنس المشبّه به بجعل أفراده قسمين : متعارفا وغير متعارف ، ولا يمكن ذلك (١) في العلم [المنافاته (٢) الجنسيّة] لأنّه (٣) يقتضي التّشخّص ومنع الاشتراك ، والجنسيّة تقتضي العموم وتناول الأفراد (٤) [إلّا إذا تضمّن (٥)] العلم [نوع وصفيّة] بواسطة اشتهاره (٦) بوصف من الأوصاف [كحاتم] المتضمّن الاتّصاف ـ بالجود (٧)
________________________________________________________
(١) أي لا يمكن إدخال المشبّه في المشبّه به بجعل أفراده قسمين متعارفا وغير متعارف في العلم.
(٢) أي لمنافاة العلم الجنسيّة الّتي تقتضيها الاستعارة.
(٣) أي لأنّ العلم يقتضي تشخيص معناه وتعيّنه خارجا ، فالمراد من العلم هو علم الشّخص لا علم الجنس ، لإمكان العموم في معنى علم الجنس لكونه ذهنيّا ، والمعنى الذّهني لا ينافي تعدّد الأفراد له.
(٤) أي قوله : «وتناول الأفراد» عطف تفسير على «العموم».
(٥) أي استلزم نوع وصفيّة ، وليس المراد أنّ دلالة تضمّينه على نوع من الأوصاف كالكرم.
(٦) أي اشتهار العلم ، أي مدلوله وهو الذّات ، فمعنى كون العلم متضمّنا نوع وصفيّة ، هو أن يكون مدلوله مشهورا بوصف بحيث متى أطلق ذلك العلم على غير مدلوله الأصلي صحّ جعله استعارة بسبب ادّعاء أنّه من أفراد ذلك الكلّي ، مثلا حاتم موضوع للذّات المعيّنة ، ثمّ إنّه بواسطة اشتهارها بالكرم بحيث متى أطلق ذلك العلم فهم منه ذلك الوصف ، أعني الجواد فصار كأنّه موضوع للجواد ، وهو معنى كلّي ، فيصحّ إطلاق لفظ حاتم على زيد الكريم ، بأن تقول عند رؤيتك لزيد : رأيت اليوم حاتما ، بسبب تشبيه زيد بحاتم في الجود ، وملاحظة أنّ حاتما كأنّه موضوع للجواد ، وأنّ زيدا فرد من أفراده ، هذا معنى الاستعارة كما عرفت.
(٧) أي المستلزم للاتّصاف به ، فيجعل ذلك الوصف لازما له ، وهو وجه الشّبه في الاستعارة ، وحاتم في الأصل اسم فاعل من الحتم بمعنى الحكم ، نقل لحاتم بن عبد الله بن الحشرج الطّائي.