وليس (١) كذلك للقطع بأنّا إذا قلنا : هذا مقتل فلان ، للموضع الّذي ضرب فيه ضربا شديدا (٣) ، أو مرقد فلان ، لقبره فإنّ المعنى على تشبيه الضّرب بالقتل (٣) والموت بالرّقاد (٤) ، وإنّ الاستعارة في المصدر (٥) لا في نفس المكان. بل التّحقّيق (٦) أنّ الاستعارة في الأفعال وجميع المشتقّات (٧) الّتي يكون القصد
________________________________________________________
الاستعارة فيها تبعيّة ، لأنّه لا يتناول اسم الزّمان والمكان والآلة ، كما أنّ مدّعاهم أيضا قاصر لا يتناولها ، فالاعتراض الأوّل ناظر إلى قصور الدّليل ، والتّرقي ناظر إلى قصور الدّعوى.
(١) أي والحال ليس الأمر كذلك ، أي ليس التّشبيه في نفس اسم الزّمان حتّى تكون الاستعارة أصليّة ، بل يقدّر التّشبيه في مصدره ، فتكون استعارة تبعيّة لا أصليّة فالحاصل أنّه ليس الواجب كون الاستعارة أصليّة ، بل الواجب كونها تبعيّة.
(٢) أي أو للزّمان الّذي ضرب فيه ضربا شديدا.
(٣) أي واستعارة القتل للضّرب الشّديد بعد ما اشتقّ من القتل مقتل بمعنى مكان الضّرب أو زمانه تبعيّة لجريانها في المصدر أوّلا قبل جريانها في اسمي الزّمان والمكان ، فجريانها فيهما بطريق التبعيّة لجريانها في المصدر ، وليس المعنى على تشبيه الموضع الّذي ضرب فيه ضربا شديدا بالمقتل ، أي بمحلّ القتل واستعارة المقتل ، أي محلّ القتل للمضرب ، أي محلّ الضّرب بحيث تكون الاستعارة أصليّة.
(٤) أي واستعارة الرّقاد للموت بعد ما اشتقّ من الرّقاد مرقد ، بمعنى مكان الموت ، وهو القبر.
(٥) أي أوّلا لا في نفس المكان ، فلا ينافى جريانها في اسم المكان بعد ذلك بطريق التبعيّة للمصدر.
(٦) أي قوله : «بل التّحقيق» إضراب انتقالي.
(٧) أي يشمل اسم الزّمان والمكان والآلة ، لأنّها من المشتقّات حقيقة ولا ينافي هذا ما تقدّم للشّارح من أنّ المشتقّات هي الصّفات دون اسم الزّمان والمكان والآلة لأنّ ما تقدّم من الشّارح إنّما هو بحسب المراد لا بحسب الحقيقة ، والحاصل إنّ القوم قصروا المشتقّات الّتي تجرى فيها التبعيّة على الصّفات دون اسم الزّمان والمكان والآلة ، وإن كانت في الحقيقة من المشتقّات ، واستدلّوا على ذلك بما تقدّم ، فأضرب الشّارح عن ذلك لقصوره إلى أنّ