أي علّة الالتقاط [الغائيّة] كالمحبّة والتّبنّي في التّرتّب على الالتقاط والحصول (١) بعده ، ثمّ استعمل في العداوة والحزن ما كان حقّه أن يستعمل في العلّة الغائيّة (٢) ، فتكون الاستعارة فيها (٣) تبعا للاستعارة في المجرور ، وهذا الطّريق (٤) مأخوذ من كلام صاحب الكشّاف ، ومبني على أنّ متعلّق معنى اللّام هو المجرور على ما سبق ، لكنّه (٥) غير مستقيم على مذهب المصنّف في الاستعارة المصرّحة ، لأنّ المتروك يجب أن يكون هو المشبّه ، سواء كانت الاستعارة أصليّة أو تبعيّة ، وعلى هذا الطّريق المشبّه
________________________________________________________
أي كترتّب العداوة والحزن على الالتقاط ، فالاستعارة في اللّام تابعة للاستعارة في المجرور الّذي هو متعلّق الحرف عند المصنّف.
(١) أي قوله : «والحصول بعده» تفسير للتّرتّب ، فيكون عطفه عليه عطفا تفسيريّا.
(٢) أي هي المحبّة والتّبنّي ، والحاصل أنّه شبّه العداوة والحزن الحاصلين بعد الالتقاط بالعلّة الغائيّة ، أي المحبّة والتّبنّي ، أي أخذه ابنا لهم ، فلمّا كان الحاصل بعد الالتقاط ضدّ ذلك من العداوة والحزن شبّه ذلك بالعلّة الغائيّة في التّرتّب على الالتقاط ، فالجامع ووجه الشّبه بين العداوة والحزن وبين العلّة الغائيّة هو ترتّب كلّ منهما على الالتقاط ، وإن كان التّرتّب في العلّة الغائيّة رجائيّا ، وفي العداوة والحزن فعليّا.
(٣) أي في لام التّعليل.
(٤) أي الطّريق الّذي ذكره المصنّف ، وهو جعل العداوة والحزن مشبّها ، والعلّة الغائيّة كالمحبّة والتّبنّي مشبّها به ، والتّرتّب على الالتقاط والحصول بعده وجه الشّبه ، والاستعارة في المجرور أصلا ، وفي اللّام تبعا ، مأخوذ من كلام صاحب الكشّاف في قوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) ، حيث قال صاحب الكشّاف معنى التّعليل في اللّام في قوله تعالى ، ليكون واردا على طريق المجاز ، لأنّه لو لم يكن داعيهم إلى الالتقاط أن يكون لهم عدوّا وحزنا ، ولكن كان داعيهم المحبّة ـ والتّبنّي ، غير أنّ ذلك لمّا كان نتيجة التقاطهم ، شبّه بالدّاعي الّذي يفعل الفاعل الفعل لأجله.
(٥) أي لكنّ الطّريق المذكور غير مستقيم على مذهب المصنّف ، بل على مذهب الجمهور أيضا ، وإنّما اقتصر على المصنّف لكون الكلام معه.
وحاصل اعتراض الشّارح : أنّ سياق كلام المصنّف يفيد أنّ في مدخول اللّام هنا استعارة