استعارة [تخييليّة (١) للزوم مثل ما ذكره] السّكّاكي في التّخييليّة من إثبات صورة وهميّة [فيه] أي في التّرشيح ، لأنّ في كلّ من التّخييليّة والتّرشيح إثبات بعض ما يخصّ المشبّه به للمشبّه ، فكما أثبت للمنيّة الّتي هي المشبّه ما يخصّ السّبع الّذي هو المشبّه به من الأظفار ، كذلك أثبت لاختيار الضّلالة على الهدى الّذي هو المشبّه ما يخصّ المشبّه به الّذي هو الاشتراء الحقيقي من الرّبح (٢) والتّجارة ، فكما اعتبر هنالك (٣) صورة وهميّة شبيهة بالأظفار ، فليعتبر ههنا (٤) أيضا أمر وهمي شبيه بالتّجارة ، وآخر شبيه بالرّبح ليكون استعمال الرّبح والتّجارة بالنّسبة إليهما (٥) استعارتين تخييليتين ، إذ لا فرق بينهما (٦) إلّا بأنّ (٧) التّعبير عن المشبّه الّذي أثبت له ما يخصّ
________________________________________________________
(١) أي يلزم أن يكون التّرشيح استعارة تخييليّة كما يدلّ عليه بيان الشّارح ، وحاصل اعتراض المصنّف مطالبة السّكّاكي بالفرق بين التّرشيح والتّخييل.
(٢) أي فقد شبّه اختيار الضّلالة بالاشتراء ، أو استعير له اسمه واشتقّ من الاشتراء (اشْتَرَوُا) بمعنى اختاروا ، وإثبات الرّبح والتّجارة في قوله : (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) ترشيح. وقوله : «من الرّبح» بيان لما يخصّ المشبّه به.
(٣) أي في التّخييليّة.
(٤) أي في التّرشيح.
(٥) أي المعينين الوهميين.
(٦) أي بين التّخييل والتّرشيح.
(٧) أي قوله : «إلا بأنّ ...» استنثاء منقطع ، لكن هنا فارق غير مانع من إلحاق أحدهما بالآخر ، وهو أنّ التّرشيح عبّر فيه عن المشبّه باسم المشبّه به كما تقدّم في قوله :
لدى أسد شاكي السّلاح مقذّف |
|
له لبد أظفاره لم تقلم |
فقد أتى بلازم المشبّه به ، وهو اللّبد مع المشبّهن لكن عبّر عنه باسم المشبّه به ، وهو الأسد ، وأمّا التّخييل فقد عبّر فيه عن المشبّه باسمه ، كما تقدّم في قوله : وإذ المنيّة أنشبت أظفارها ، فإنّ الأظفار أتى بها ، وهي اسم للازم المشبّه به مع المشبّه ، لكن عبّر عن ذلك المشبّه باسمه.