[و] المناسب [لغيرها] أي لغير العرضيّة [إن كثرت الوسائط] بين اللّازم والملزوم كما في كثير الرّماد (١) ، وجبان الكلب (٢) ، ومهزول ـ الفصيل (٣) ، [التّلويح (٤)] لأنّ التّلويح هو أن تشير إلى غيرك من بعيد. [و] المناسب لغيرها (٥) [إن قلّت] الوسائط [مع خفاء] في اللّزوم كعريض القفا وعريض الوسادة ، [الرّمز] لأنّ الرّمز (٦) هو أن تشير إلى قريب منك على سبيل الخفيّة ، لأنّ حقيقة الإشارة بالشّفة أو الحاجب. [و] المناسب لغيرها إن قلّت الوسائط [بلا خفاء] كما في قوله :
________________________________________________________
(١) أي المستعمل في المضيافيّة ، فإنّ بينهما وسائط كثيرة وهي الإحراق وكثرة الطّبائخ وكثرة الأكلة وكثرة الأضياف.
(٢) أي المستعمل في المضيافيّة أيضا ، فإنّ بينهما عدم جرأة الكلب ، وأنس الكلب بالنّاس ، وكثرة مخالطّة الواردين وكثرة الأضياف.
(٣) أي المقصود به المضيافيّة أيضا ، فإنّ بينهما عدم اللّبن وموت الأمّ ، وإطعام لحمها ، وكثرة طاعميه ، وكثرة الأضياف.
(٤) أي إنّما سمّيت به الكناية عند كثرة الوسائط ، «لأنّ التّلويح» في اللّغة «هو أن تشير إلى غيرك من بعيد» ، ومن المعلوم أنّ كثرة الوسائط بعيدة الإدراك ، فالمناسبة بين المعنى اللّغوي والاصطلاحي حاصلة.
(٥) أي لغير العرضيّة ، أعني والمناسب لغير العرضيّة هو الرّمز إن قلّت الوسائط ، المراد بقلّة الوسائط أن لا تكون كثيرة ، وهذا صادق مع انتفائها رأسا ، ووجودها مع القلّة لصدق السّالبة بانتفاء الموضوع ، فلا يرد عليه أنّ بعض الأمثلة ليس هناك واسطة أصلا فضلا عن أن تكون قليلة أو كثيرة.
(٦) أي قوله : «لأنّ الرّمز» علّة لمحذوف ، أي وإنّما سمّيت هذه رمزا ، لأنّ الرّمز في الأصل واللّغة هو أن تشير إلى قريب منك على سبيل الخفيّة ، وإنّما قيّده بقوله : على سبيل الخفيّة لأنّ حقيقته الإشارة بالشّفه والحاجب ، أي والغالب أنّ الإشارة بهما إنّما تكون عند قصد الإخفاء.