[تعد] أي تسرع (١) [بي إلى صارخ الوغى (٢)] أي مستغيث في الحرب [بمستلئم] أي لا بس لأمة وهي الدّرع (٣) والباء للملابسة والمصاحبة [مثل الفنيق] وهو الفحل المكرّم [المرحّل (٤)] من ـ رحّل البعير أشخصه عن مكانه وأرسله ـ أي تعد وبي ومعي من نفسي مستعد للحرب ، وبالغ في استعداده للحرب حتّى انتزع منه آخر. [ومنها (٥)] ما يكون بدخول ـ في ـ في المنتزع منه [نحو قوله تعالى : (لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ)(١) أي (٦) في جهنّم
________________________________________________________
(١) أي من وصف الفرس أنّها تسرع.
(٢) أي إلى الصّارخ في مكان الوغى ، والوغى الحرب ، والصّارخ هو الّذي يصيح وينادي لحضور الحرب والاجتماع إليه.
(٣) من الحديد فقوله : «بمستلئم» مجرّد من المجرور بالباء الأصليّة ، والباء فيه للمصاحبة أي تعدو مع مستلئم آخر فقد بالغ في ملابسة لبس اللأمة للحرب وملازمتها حتّى صار بحيث يجرّد منه مستلئم آخر مثله في ملابستها ولزومها استعدادا للحروب.
ثمّ وصف الشّوهاء أنّها «مثل الفنيق» وهو الفحل من الإبل الّذي ترك أهله ركوبه تكرمة له.
(٤) والمرحل من رحّل البعير بتشديد الحاء إذا أشخصه وأرسله وأزعجه عن مكانه وشبّه الفرس به في القوّة والعلّو وعدم القدرة على مصادمتها فقد ظهر أنّه انتزع من نفسه مستلئما آخر أي مستعدا للحرب مبالغة في استعداده للحرب ولزومه لبس اللّامة له حتّى صار بحيث يخرج منه مستعدّ آخر يصاحبه ، وقد أدخل الباء على المنتزع دون المنتزع منه كما في القسم قبل هذا
(٥) أي من أقسام التّجريد ما يكون حاصلا بدخول كلمة «في» على المنتزع منه وذلك «نحو قوله تعالى» في التّهويل بأمر جهنّم ووصفها بكونها محلا للخلود وكونها لا يعتريها ضعف ولا اضمحلال ولا إنفكاك أهلها عن عذابها.
(٦) تفسير للضّمير المجرور بفي في قوله تعالى : (لَهُمْ فِيها).
__________________
(١) سورة فصّلت : ٢٨.