وأنواع الإشارة (١) ، وكونها بين أدعية ووصايا ومواعظ وتحميدات ، وغير ذلك ممّا وقع موقعه وأصاب محزّه ، بحيث تقصر عن كنه وصفه العبارة.
وكيف لا وكلام الله سبحانه وتعالى في الرّتبة العليا من البلاغة ، والغاية القصوى من الفصاحة ، ولما كان هذا المعنى ممّا قد يخفى على بعض الأذهان لما في بعض الفواتح والخواتم من ذكر الأهوال والأفزاع ، وأحوال الكفّار ، وأمثال ذلك.
أشار إلى إزالة هذا الخفاء بقوله : [يظهر ذلك بالتأمّل مع التّذكّر لما تقدّم] من الأصول والقواعد المذكورة في الفنون الثّلاثة الّتي لا يمكن الاطّلاع على تفاصيلها وتفاريعها إلّا لعلام الغيوب ، فإنّه يظهر بتذكّرها أن كلا من ذلك وقع موقعه بالنّظر إلى مقتضيات الأحوال ، وإن كلا من السّور بالنّسبة إلى المعنى الّذي يتضمّنه مشتملة على لطف الفاتحة ، ومنطوية على حسن الخاتمة.
ختم الله تعالى لنا بالحسنى ، ويسّر لنا الفوز بالذّخر الأسنى ، بحقّ النّبي وآله الأكرمين ، والحمد لله رب العالمين.
________________________________________________________
(١) أي اللطّائف المناسب كلّ منها لما نزل لأجله ، ومن خوطب به ما يقصر عن كنه وصفه العبارة ، وذلك كالحمد لله تعالى المفتتح به أوائل بعض السّور ، وكالابتداء بالنّداء في مثل : يا أيّها النّاس ، يا أيّها الّذين آمنوا ، وكالابتداء بحروف التّهجّي في بعض السّور ، فإنّ أمثال هذه الابتداءات يوقظ السّامع ويحرّضه على الاستماع إلى ما يلقى إليه ، وكالابتداء بالجمل الاسميّة والفعليّة لنكت يقتضيها المقام.
وكان الفراغ من كتابة (دروس في البلاغة) خامس عشر من شهر رجب عام ١٤٢٦ هجري في سوريّة ـ دمشق ـ جوار عقيلة بني هاشم السّيدة زينب عليهاالسلام.
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطّاهرين وأصحابه المنتجبين.