[ومنه] أي (١) ومن المؤكّد ما أضيف المشبّه به إلى المشبّه بعد حذف الأداة [نحو قوله : والرّيح تعبث بالغصون] أي تميلها (٢) إلى الأطراف والجوانب. [وقد جرى (٣) ذهب الأصيل] هو (٤) الوقت بعد العصر إلى الغروب يعدّ (٥) من الأوقات الطّيّبة كالسّحر ، ويوصف (٦) بالصّفرة.
________________________________________________________
(١) ظاهر هذا التّفسير يشعر بأنّه أتى به للإشارة إلى أنّ كلمة من تبعيضيّة ، وظاهر المتن أنّها تنظيريّة ، أي قريب من هذا المثال ، ونظيره نحو قول الشّاعر : والرّيح تعبث بالغصون ، بمعنى تلعب بها ، أي تحرّك تحريكا كفعل اللّاعب العابث ، و «الغصون» بمعنى فرع الشّجر.
والشّاهد فيه : التّشبيه المؤكّد الّذي حذف فيه الأداة ، ثمّ جعل كلّ من المشبّه والمشبّه به في مكان الآخر ، وأضيف المشبّه به إلى المشبّه على نحو الإضافة البيانيّة ، فأفاد الاتّحاد الموجب للتّأكيد.
(٢) أي تميلها تمييلا رقيقا لا عنيفا ، ففيه إشارة إلى اعتدال الرّيح في ذلك الوقت ، ثمّ عطف الجوانب على الأطراف ، عطف تفسير.
(٣) أي ظهر ، والجملة حاليّة ، «ذهب الأصيل» أي صفرته الّتي كالذّهب ، والإضافة على معنى في أيّ وقت وقد ظهرت الصّفرة في الوقت المسمّى بالأصيل على لجين الماء.
(٤) أي الأصيل هو الوقت بعد العصر ، والمراد به صفرة الشّمس في ذلك الوقت يعني صفرة أصيل ، كذهب في الصّفرة ظهر على الماء الّذي هو كاللّجين ، أي الفضّة في البياض والصّفاء.
(٥) لاعتداله بين الحرارة والبرودة ، ولكون ذلك الوقت من أطيب الأوقات خصّ وقت الأصيل بكون عبث الرّياح للغصون فيه ، لأنّ قوله : «وقد جرى» حال من الضّمير في «تعبث».
(٦) أي يوصف ذلك الوقت بالصّفرة ، فيقال : أصيل أصفر ، لأنّ الشّمس تضعف في ذلك الوقت ، فيصفر شعاعها ، ويمتدّ على الأرض ، فتصير صفراء فوصف الوقت بالصّفرة لاصفرار الأرض فيه.