كقوله (١) :
وربّما نهار للفراق أصيله |
|
ووجهي كلا لونيهما متناسب (١) |
فذهب الأصيل صفرته (٢) ، وشعاع الشّمس (٣) فيه [على لجين الماء] أي على ماء كاللّجين (٤) أي الفضّة في الصّفاء والبياض ، فهذا تشبيه مؤكّد (٥) ، ومن النّاس من لم يميّز بين لجين الكلام ولجينه (٦) ،
________________________________________________________
(١) هذا البيت استشهاد لوصف الوقت بالصّفرة.
الإعراب : «و» حرف عطف ، «ربّ نهار» جار ومجرور متعلّق بمقدّر عطف على سابقتها ، «للفراق» جار ومجرور متعلّق بقوله : «متناسب» ، «أصيله ووجهي» معطوف عليه ومعطوف مبتدأ أوّل «كلا لونيهما» مضاف ومضاف إليه مبتدأ ثان ، «متناسب» خبر للمبتدأ الثّاني ، والجملة خبر للمبتدأ الأوّل ، والجملة نعت ل «نهار» ، فالمعنى لون الأصيل ، ولون الوجه وقت الفراق متناسبان.
والشّاهد في البيت : توصيف الشّاعر الأصيل بالصّفرة لمكان أنّه جعل لونه مناسبا للون وجهه عند فراق الأحبّة ، ومعلوم أنّ الإنسان يتّصف وجهه بالصّفرة وقتئذ ، فمقتضى المناسبة اتّصاف الأصيل بها أيضا ، فانقدح أنّ ذكر البيت لمجرّد أن يستشهد به على أنّهم يوصفون الأصيل بالصّفرة ، وليس مراده أنّه مثال لما إذا حذفت الأداة ، ثمّ أضيف المشبّه به إلى المشبّه على نحو الإضافة البيانيّة المفيدة للتّأكيد ، إذ ليس من ذلك فيه عين وأثر.
(٢) أي ذهب الأصيل في البيت مستعار لصفرته استعارة مصرّحة.
(٣) أي قوله : «وشعاع الشّمس فيه ...» جملة حاليّة ، أي شعاع الشّمس كائن في الأصيل ، قوله : «على لجين الماء» متعلّق بقوله : «جرى» أي ظهر ذهب الأصيل على لجين الماء.
(٤) أي بضمّ اللّام مصغّرا ، قوله : «في الصّفاء» بيان لوجه الشّبه.
(٥) أي مقوّى بجعل المشبّه عين المشبّه به بواسطة جعل الإضافة بيانيّة ، أي إضافة لجين إلى الماء بيانيّة.
(٦) أي الأوّل بضمّ اللّام وفتح الجيم ، بمعنى الحسن أي حسن الكلام ، والثّاني بفتح
__________________
(١) ـ أي كقول ابن خفاجة ، من شعراء الأندلس.