ولم يعرف (١) هجانه من هجينه حتّى ذهب بعضهم (١) إلى أنّ اللّجين إنّما هو بفتح اللّام وكسر الجيم يعني الورق الّذي يسقط من الشّجر ، وقد شبّه به وجه الماء (٢) وبعضهم (٢) إلى أنّ الأصيل هو الشّجر الّذي له أصل وعرق (٣) وذهبه ورقه الّذي اصفرّ ببرد الخريف وسقط منه على وجه الماء ، وفساد هذين الوهمين غنيّ عن البيان (٤).
________________________________________________________
اللّام وكسر الجيم بمعنى القبح ، أي قبيح الكلام وخبيثه.
(١) أي لم يعرف عاليه وشريفه من رديئه ووضيعه ، أي إنّ بعض النّاس لم يميّز بين ما ذكر ، فحمل البيت على لجين الكلام ، فوقع في الخطأ.
(٢) أي فمعنى البيت حينئذ ، وقد جرى ذهب الأصيل وصفرته على وجه الماء الشّبيه بالورق السّاقط من الشّجر ومخالفته مع الشّارح في خصوص اللّجين ، حيث إنّه ذهب إلى أنّه بفتح اللّام وكسر الجيم ، وهو الورق الّذي يسقط من الشّجر ، وقد شبّه به وجه الماء في اللّون ، والشّارح لم يرتض ذلك ، وذهب إلى أنّ اللّجين بضمّ اللّام وفتح الجيم ، وهو الفضّة ، وقد شبّه به الماء في الصّفائيّة.
فمعنى البيت : وقد ظهرت صفرة الأصيل على الماء الّذي كالفضّة في الصّفائيّة ، وأمّا ذهب الأصيل فلا مخالفة بينهما ، فإنّ كلّا منهما ملتزم بأنّ المراد به صفرة وقت العصر على طريقة الاستعارة التّصريحيّة.
(٣) عطف تفسير على قوله : «أصل» لأنّ العرق هو أصل كلّ شيء ثمّ مخالفته إنّما هو في الأصيل وذهبه.
وحاصل معنى كلامه : وقد جرى ورق الشّجر الّذي له أصل وعرق المصفرّ ذلك الورق ببرد الخريف على ماء ، كالفضّة في الصّفاء والبياض.
(٤) أمّا فساد الأوّل : فلأنّه لا معنى لتشبيه وجه الماء الصّافيّ بمطلق الورق السّاقط من الشّجر لعدم مناسبة بينهما ما لم يكن الورق مصفرّا ببرد الخريف ، مثلا فإنّ المقصود من الماء ما يكون صافيا كالذّهب ، والورق ما لم يسفرّ كدر جدّا.
وأمّا فساد الثّاني : فلأنّه لا اختصاص للورق المصفرّ ببرد الخريف بالشّجر الّذي له ـ أصل وعرق ، فلا وجه لإضافة الذّهب للأصيل على أنّ إطلاق الأصيل على الشّجر غير معروف لغة وعرفا.
__________________
(١) أي الخلخالي.
(٢) أي؟؟؟.