.................................................................................................
______________________________________________________
الوطن فإنّه فاصل شرعاً لا حسّاً ، انتهى (١) فتأمّل. وفي «المهذّب البارع (٢)» لو قصد موضعاً بعيداً وتمادى فيه وأقام في أثنائه إقامات عدّت واحدة.
وقال في «الذكرى» أيضاً : لو خرج من بلده إلى مسافة ثمّ نوى المقام بها عشراً ولمّا يتمّها ثمّ عاد إلى بلده فهل يحتسب هذه ثانية؟ فيه الوجهان (٣) ، انتهى. والفرق واضح بين هذا الفرع والفرع الأوّل ، لأنّ الإقامة كانت في ذلك في أثناء المسافة.
وهل يكفي في فصل نية الإقامة مجرّد النيّة أم لا بدّ من الصلاة تماماً؟ وجهان ، أقواهما الثاني.
واعلم أنّ الشهيد الثاني قال في «الروض (٤)» : بقي هنا بحث وهو أنّ الأصحاب رضوان الله تعالى عليهم قد عدّوا في كثير السفر البدوي والتاجر وجملة ما تقدّم استناداً إلى الروايات ، وفي دلالتها على ذلك نظر ، بل الظاهر منها في كثير من هذه الأفراد أنّ الموجب لإتمامهم ليس هو كثرة السفر ، والأخبار إنّما دلّت على أنّ فرضهم التمام ، والأمر كذلك لكن لا يتعيّن كونه لهذه العلّة. ونحوه قال المولى الأردبيلي (٥). وقد نبّه على ذلك في «الذكرى» قال : وربّما لاح أنّ تخلّف القصر فيمن عدّد في الروايات لتخلف قصد المسافة على الوجه المعتاد غالباً ، لأنّهم بين مَن لا قصد له في بعض الأحيان كالبدوي والراعي ومَن له قصد لا يكون مسافة غالباً كالأمير والتاجر ، ومَن له قصد إليها لكن لا على الوجه المعتاد كبعض الامراء والتجّار ، ومن له قصد المسافة على وجه المقام كالملّاح الّذي أهله معه (٦) ، انتهى.
__________________
(١) روض الجنان : في صلاة المسافر ص ٣٩٠ س ٦ ٧.
(٢) المهذّب البارع : في صلاة المسافر ج ١ ص ٤٨٩.
(٣) ذكرى الشيعة : في صلاة المسافر ج ٤ ص ٣١٠.
(٤) روض الجنان : في صلاة المسافر ص ٣٩٠ س ١٣ وما بعده.
(٥) مجمع الفائدة والبرهان : في صلاة المسافر ج ٣ ص ٣٨٩ ٣٩٠.
(٦) ذكرى الشيعة : في صلاة المسافر ج ٤ ص ٣١٨ ٣١٩.