حدثني العباس بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت عبد الله بن إدريس يقول : مرّ بي ابن أبي مالك وأنا أتنفّل في صحن المسجد فسنحت به (١) ، ليعطف إليّ فقال : أقبل على من أنت بين يديه فإنّك بين يدي ربّ العالمين. قال ابن إدريس : فأقرعني والله وأقبلت على القبلة بعد الكلمة سنة.
سئل أبو محمد ابن المادح عن مولده فلم يحقّقه وقال : كان لي في غرق بغداد في خلافة القائم عشر سنين. وكان هذا الغرق في سنة ست وستين وأربع مئة (٢) ، فعلى هذا يكون مولده في سنة ست وخمسين وأربع مئة ، والله أعلم.
وأخبرنا القاضي عمر بن عليّ القرشي في كتابه ، ومن خطّه نقلت ، قال : سألته ـ يعني ابن المادح ـ عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة ثمان وخمسين وأربع مئة.
وأنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك ابن مشّق ، قال : مولد ابن المادح في سنة سبعين وأربع مئة. قالا (٣) جميعا : وتوفي يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ست وخمسين وخمس مئة. زاد ابن مشّق : ودفن بمقبرة جامع المنصور.
٢٠ ـ محمد (٤) بن أحمد بن الحسين بن محمود (٥) الكاتب ، أبو نصر.
__________________
(١) سنحت به : عرضت له.
(٢) تفاصيل غرق بغداد في المنتظم ٨ / ٢٨٤ ـ ٢٨٧ وغيره وهو مشهور.
(٣) يعني القرشي وابن مشق.
(٤) ذكره العماد الأصبهاني في الخريدة (القسم العراقي ج ٤ م ١ ص ٥ ـ ٢٢) وهو أول المترجمين. وذكره ياقوت في «أوانا» من معجم البلدان ١ / ٢٧٥ ، وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٣١ ، والصفدي في الوافي ٢ / ١٠٩ ـ ١١٠ ، وابن شاكر الكتبي في الفوات ٢ / ٣٤٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٨٠ ، وغيرهم.
(٥) في الخريدة : «محمد بن أحمد بن محمود» فأسقط «الحسين» من نسبه.