أبيه (١) إن شاء الله في موضعه.
قدم أبو الفتح بغداد مرارا ؛ أولها في سنة ثمانين وخمس مئة ، وسمع بها أبا الفتح بن شاتيل ، وأبا السعادات بن زريق ، ويوسف بن الحسن العاقولي ، وغيرهم من أصحاب أبي القاسم بن بيان ، وأبي طالب بن يوسف ، وأبي الغنائم ابن المهتدي وأمثالهم. ورحل إلى أصبهان وسمع بها من أصحاب أبي علي الحسن بن أحمد الحدّاد وغيرهم. وعاد إلى دمشق وحدث بها عنهم (٢) ، وسمع منه جماعة من الطلبة (٣).
ومولده في سنة ست وستين وخمس مئة (٤). وتوفي في شوال (٥) سنة ثلاث عشرة وست مئة بدمشق.
٣٠٦ ـ محمد (٦) بن عبد المعيد بن عبد المغيث بن زهير بن زهير ،
__________________
(١) توفي سنة ٦٠٠ ه.
(٢) كان ارتحاله إلى أصبهان بعد التسعين وخمس مئة ، وقد عاد بعدها إلى بغداد وأقام بها مدة يسمع من ابن الجوزي وطبقته (ابن رجب : الذيل ٢ / ٩٠) ذكرنا ذلك لئلا يفهم أنه لم يعد إلى بغداد بعد رحلته إلى أصبهان.
(٣) ذكر المنذري أنه لقيه بدمشق ولم يتفق له السماع منه وأن له منه إجازة (التكملة ٢ / الترجمة ١٥٠١) وقال ابن النجار البغدادي : «سمعنا معه وبقراءته كثيرا ، وكتب بخطه كثيرا ، وحصل كثيرا من الأصول شراء ، واستنسخ كثيرا من الكتب والأجزاء ... وكان من أئمة المسلمين ، حافظا للحديث متنا وإسنادا ، عارفا بمعانيه وغريبه ومشكله ، متقنا لأسامي المحدثين وكناهم ، ومقدار أعمارهم ، وما قيل فيهم من جرح وتعديل ، ومعرفة أنسابهم ، واختلاف أسمائهم» (ابن رجب : الذيل ٢ / ٩٠ ـ ٩١).
(٤) ذكر ابن رجب أنه ولد في أحد الربيعين من السنة (الذيل ٢ / ٩٠).
(٥) قيد المنذري وفاته في التاسع عشر من شوال (التكملة ٢ / الترجمة ١٥٠١).
(٦) لم يذكر ابن الدبيثي تاريخ وفاته لتأخرها عن نشرته الأخيرة وهي سنة ٦٢١ ، وقيّد وفاته الزكي المنذري في التكملة ، فقال في وفيات سنة ٦٢٤ : «وفي الخامس والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد ابن الشيخ أبي محمد عبد المعيد ... البغدادي الحربي العدل ، بطريق الحجاز ، ودفن بسميرى ، ونقل بعد سنة ، ودفن عند جده