من أهل همذان ، قدم بغداد وسمع بها أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان ، وعاد إلى بلده ، وحدث به عنه.
ذكر الحافظ يوسف بن أحمد أنّه كتب عنه بهمذان وأخرج عنه حديثا في «الأربعين» (١) التي خرّجها على البلدان.
١٥٤ ـ محمد (٢) بن حمزة بن عليّ بن طلحة بن عليّ الرّازيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو عبد الله ابن كمال الدين أبي الفتوح.
كان والده أحد الصّدور الأعيان ، ومن أرباب الولايات والتّقدم وعلو الشأن ، وسيأتي ذكره فيما بعد فيمن اسمه حمزة.
وابنه أبو عبد الله هذا سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيره ، وحدّث عنهم ؛ سمع منه القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
واشتغل في آخر عمره بطريقة التّصوف ، وأقام برباط بهروز (٣) على دجلة متقدما فيه ومتوليا لوقفه مدة إلى أن توفّي.
أنبأنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الأموي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن حمزة بن عليّ الرّازي ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وقرأته على أبي الحسن عليّ بن محمد بن علي بن يعيش الكاتب ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : حدثنا
__________________
(١) يعني «أربعين حديثا» وقد تكلمنا على الأربعينيات.
(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤٤ نقلا من هذا الكتاب.
(٣) منسوب إلى مجاهد الدين بهروز ، قال أبو الفرج ابن الجوزي في حوادث سنة ٥٠٢ ه : «شرع في عمارة جامع السلطان وأتمه بهروز الخادم وفوض إليه السلطان محمد عمارة دار المملكة وملاحظة الأعمال بالعراق ... وبنى رباطا للصوفية قريبا من النظامية» (المنتظم ٩ / ١٥٩) ، وذكره أيضا سبط ابن الجوزي في حوادث السنة نفسها ٨ / ٢٧.