ابن عليّ بن إسحاق بن العباس الطّوسيّ الأصل ، أبو نصر بن أبي الحسن بن أبي نصر الوزير.
من بيت الوزارة والولاية والتّقدّم ، وجده أبو نصر كان وزير المسترشد بالله.
وأبو نصر محمد بن عليّ صاحب هذه الترجمة تفقه على مذهب الشافعي رضياللهعنه وحصّل معرفة المذهب وتميّز ، فولّاه جدّه أبو نصر أحمد تدريس مدرسة جده نظام الملك ببغداد بعد عزل الشيخ أبي منصور ابن الرّزّاز (١) وذلك في يوم السّبت غرّة ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ، وعزل عن التّدريس بها في أول المحرم سنة خمس وأربعين وخمس مئة (٢) ، وأعيد مرّة ثانية في رجب سنة سبع وأربعين وخمس مئة وردّ إليه النّظر في أوقافها (٣).
وكان له تقدّم في أيام الإمام المقتفي لأمر الله رضياللهعنه ولم يزل على ذلك إلى أن عزل في جمادى الآخرة من سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، واعتقل بالدّيوان العزيز ـ مجده الله تعالى ـ مديدة (٤) ثم أفرج عنه ، فخرج إلى الشام فمات بدمشق ، ووصل نعيه إلى بغداد في صفر سنة إحدى وستين وخمس مئة ، فدفن بها.
وقد كان سمع الحديث ببغداد من أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ثم من أبي الوقت السّجزيّ وأبي زرعة ابن المقدسي. ولم يحدّث بشيء لأنه توفي شابا وكان سماعه متأخرا ، رحمهالله وإيانا.
٣٤٤ ـ محمد (٥) بن علي بن الحسين القيسيّ ، أبو الحسين الآمليّ
__________________
(١) قارن المنتظم لابن الجوزي ١٠ / ١٠٢.
(٢) انظر تفاصيل ذلك في المنتظم ١٠ / ١٤٢.
(٣) راجع المنتظم ١٠ / ١٤٧.
(٤) المنتظم ١٠ / ٢٠٣ بسبب شكوى امرأة ادعت أنه تزوجها ثم تنكر لها.
(٥) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٨٩.