قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من صلّى سجدتين لا سهو فيهما غفر الله له ما تقدّم من ذنبه» (١).
توفّي أبو منصور بن حواوا بدسكرة نهر الملك يوم الجمعة خامس عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، وصلّي عليه بها ، وحمل إلى بغداد فدفن بمقبرة باب حرب وقد نيّف على الثّمانين ، رحمهالله وإيانا.
٢٢٨ ـ محمد (٢) بن عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسين بن عليّ ابن الظّريف ، أبو الحياة بن أبي القاسم البلخي الواعظ.
ولد ببلخ ، ونشأ بها. وسمع هناك من أبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ثم البلخيّ ، وغيره. وسافر الكثير ، وجال في الآفاق ما بين خراسان والعراق والشام وديار مصر والإسكندرية ، وسمع في تطوافه ، وتكلّم في الوعظ. وقدم بغداد غير مرّة واستوطنها في آخر عمره إلى أن توفّي بها. وحدّث باليسير.
وكان حسن الكلام ، مليح العبارة ، لطيف الإشارة ، له صنعة جيّدة في الكلام على النّاس. حضرت مجلسه كثيرا ، وسمعت منه أحاديث كان يوردها من حفظه في مجلس وعظه (٣) ولم أعلّق عنه شيئا. وقد أجاز لنا.
__________________
(١) إسناده ضعيف لانقطاعه ، فإن زيد بن أسلم لم يسمع من زيد بن خالد ، بينهما فيه عطاء بن يسار. وقد رواه أحمد ٤ / ١١٧ وأبو داود (٩٠٥) وعبد بن حميد (٢٨٠) ، والطبراني في الكبير (٥٢٤٢) و (٥٢٤٣) ، والحاكم ١ / ١٣١ من طرق عن هشام بن سعد المدني ـ وهو ضعيف عند التفرد ـ عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن زيد بن خالد الجهني.
(٢) ترجمه محب الدين ابن النجار في تاريخه كما دلّ على ذلك المستفاد للدمياطي (١٢) ، والمنذري في التكملة (١ / الترجمة ٥١٨) وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٤٧٤ ـ ٤٧٥ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٥. واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٦٠ وترجمه في تاريخه ١٢ / ١٠٨٥ ، وبدر الدين العيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٤٥ ـ ٢٤٦.
(٣) ذكر المنذري أنه صنّف في الوعظ كتابا.