ابن السّمعانيّ ، أبو زيد بن أبي سعد بن أبي بكر بن أبي المظفّر.
من أهل مرو ؛ من بيت الفضل والعلم والرّواية. ووالده أبو سعد من أئمة أهل الحديث وله الرّحلة الكبيرة والتّصانيف الحسنة وسيأتي ذكره في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
سمع أبو زيد أبا الفتح محمد بن عبد الرحمن الحمدويي ، ووالده ، وغيرهما.
قدم بغداد رسولا من أمراء العجم (١) ، وجلس للوعظ بباب بدر الشريف (٢) ، وروى عن أبيه ، وغيره ، في مجلس وعظه أحاديث. ورأيته ببغداد في سنة اثنتين وست مئة ، ولم أكتب عنه. وعاد إلى خراسان. وكان قد أجاز لنا من بلده قبل هذا التاريخ.
بلغني أن مولده في سنة أربع وخمسين وخمس مئة.
٢٧٩ ـ محمد (٣) بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن أبي عليّ
__________________
الإسلام ، ١٣ / ٥٢٦ ، لانقطاع خبره فيها ولعله قتل في مذابح المغول ببلاده. وله ذكر في سيرة السّلطان جلال الدين منكوبرتي للنسوي ص ٥٧ ـ ٥٨ ، والجامع المختصر لابن الساعي ٩ / ١٦٧ ـ ١٦٨.
(١) قال ابن الساعي في حوادث سنة ٦٠٢ : «وفيه (يعني شهر رمضان) وصل نظام الدين محمد ابن عبد الكريم السمعاني رسولا من علاء الدين محمد خوارزم شاه ، وتلقي بموكب الديوان العزيز فلما أنزل بباب النوبي الشريف ليقبل العتبة امتنع من ذلك فأهين وألزم بتقبيلها مكرها. (الجامع المختصر ٩ / ١٦٧ ـ ١٦٨).
(٢) قال ابن الساعي : «وفي يوم الخميس العشرين من ذي القعدة من السنة (يعني سنة ٦٠٢) سأل نظام الدين المذكور أن يؤذن له في الجلوس للوعظ بباب بدر الشريف ، فأذن له فجلس ، وحضره الخلق الكثير ، وأحسن الكلام ، وأجاد الوعظ ، وبالغ في الثناء على البيت الشريف العباسي ، وأكثر من الدعاء للخدمة الشريفة الناصرية (الجامع المختصر ٩ / ١٦٨).
(٣) تأخرت وفاته إلى ما بعد وفاة مؤلف هذا الكتاب بعشر سنوات حيث بقي إلى سنة ٦٤٧ ، وفيها ترجمة عز الدين الحسيني في صلة التكملة لوفيات النقلة ، الورقة ٥٨ ، وعنه نقل وفاته