السّوداء والعمامة الكحلية والطّيلسان وقلّد سيفا محلّى يوم عيد الفطر من السنة المذكورة بالدّيوان العزيز ، فركب ومعه العلويون وأتباع ديوان النّقابة إلى منزله بالكرخ. ولم يزل على أمره وولايته إلى أن عزل في العشر الثاني من ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
٢٣٦ ـ محمد (١) بن عبد الله بن الحسين السّامرّي (٢) ، أبو عبد الله.
قدم بغداد وتفقه في صباه على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النّهرواني الحنبلي ، وحصّل ، طرفا من معرفة المذهب ، وسمع شيئا من الحديث منه ، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي. وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية وذلك في يوم الثلاثاء تاسع شهر رمضان سنة سبعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان : أبو المظفر أحمد بن أحمد بن حمدي والشريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وتولّى الحسبة بمدينة السلام في يوم الأحد سابع عشر شعبان من سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، وعزل عنها في رجب سنة إحدى وتسعين وخمس مئة. ورتّب مشرفا بالديوان العزيز ـ مجّده الله ـ في سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، وعزل في سنة خمس وتسعين ، والله أعلم ، وألزم بيته. ثم تقدّم إليه بالخروج إلى بلده سامراء فخرج إلى هناك وأقام به ، وعاد إلى بغداد وتوفي بها ليلة الثلاثاء سابع عشري رجب سنة ست عشرة وست مئة.
__________________
(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ٢٣٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٨١ وذكر أنه يعرف بابن سنينة ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ، وتاريخ الإسلام ١٣ / ٤٨٥ وابن رجب في الذيل ٢ / ١٢١ ـ ١٢٢ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٧٠ ـ ٧١ ، والقنوجي في التاج ص ٢٢٨ ـ ٢٢٩. وسماه الذهبي : محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس ، فكأنه نقل من تاريخ ابن النجار ، وما هنا يوافق ما ذكره المنذري في التكملة.
(٢) منسوب إلى مدينة سامراء في العراق.