كان حافظا للقرآن المجيد. قد قرأ بشيء من القراءات على الشيوخ. وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، ووشاح بن جواد الدّرزيجاني ، وأبي السّعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزّاز ، وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل. وانحدر إلى واسط وسمع بها من أبي العباس هبة الله بن نصر الله بن مخلد الأزدي ، وأبي طالب محمد بن علي ابن الكتّاني ، وغيرهما. وكتب أكثر مسموعاته بخطّه ، وما بلغ أوان الرّواية ، ولا أعلم أنّه حدّث بشيء ، والله أعلم.
توفي في ذي القعدة من سنة ست مئة ، رحمهالله وإيانا.
٣٧٧ ـ محمد (١) بن عليّ بن محمد ابن الخازن البزّاز ، أبو المعالي يعرف بابن قشيلة (٢).
من ساكني دار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعزّ ـ.
ذكر لي أنه سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن صهر هبة ، وغيره ، ولم أظفر بشيء من مسموعاته في حياته ، ووقفت له بعد وفاته على سماع من أبي الوقت السّجزيّ. وما سمع أحد منه شيئا.
سألته عن مولده ، فقال : في سنة خمس عشرة وخمس مئة. وتوفي ليلة الخميس رابع شهر ربيع الآخر من سنة ست مئة وصلّي عليه يوم الخميس بالمدرسة النّظامية ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي ، رحمهالله وإيانا.
__________________
(١) ترجم له المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٨١ ، وابن الساعي في الجامع ٩ / ١٢٨ ، والذهبي في المختصر المحتاج ١ / ٩٨ ، وتاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٢٨. وقد ترجم ابن نقطة لابنه علي بن محمد المتوفى سنة ٦١٤ في إكمال الإكمال ٤ / ٤٨٦ وتبعه كتّاب المشتبه ومنهم ابن ناصر الدين (توضيح ٧ / ١٠٤) ، ولم يذكروا أباه هذا ، مع أن ذاك كان رافضيا فاسقا مزورا ، وهذا عجيب.
(٢) بضم القاف وفتح الشين المعجمة ، قيدها المنذري.