فكان على ذلك [إلى](١) أن قطع ذكره في يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وست مئة. وأعيدت الخطبة له بولاية العهد في يوم الجمعة سلخ شوّال سنة ثمان عشرة وست مئة.
وروى عن سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام الناصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ بالإجازة له منه.
٥٨ ـ محمد (٢) بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعيّ ، أبو الحسن.
منسوب إلى قطيعة باب الأزج وتعرف بقطيعة العجم.
بكّر به والده وأسمعه في صغره من أبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، ومن أبي القاسم نصر بن نصر ابن العكبري الواعظ ، ومن الشريف أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي المكي ، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السّجزي ، وأبي الحسن محمد بن المبارك بن الخل الفقيه ، ومن نفسه. ثم سمع هو بنفسه الكثير من أصحاب أبي الحسن ابن العلّاف ، وأبي القاسم بن بيان ، وأبي علي بن نبهان ، وأبي طالب بن يوسف ، ومن بعدهم.
وكتب بخطّه ، ورحل إلى الشام ، وكتب عن جماعة ، وجمع تاريخا لبغداد ذكر فيه محدثيها وغيرهم لم أقف عليه.
سمعت منه أكثر «صحيح» البخاري وشيئا عن أبي بكر ابن الزّاغوني. حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن القطيعي من لفظه وكتابه ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبيد الله بن نصر ابن الزّاغوني بقراءة والدي عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو طاهر
__________________
(١) ليس في النسختين ، وهي مما يقتضيه السياق.
(٢) تكلمنا عليه في مقدمة هذا الكتاب عند الكلام على «تواريخ بغداد التراجمية» فراجعه هناك ، وتوفي سنة ٦٣٤.