١٩٠ ـ محمد (١) بن سعد بن محمد بن محمد بن محمد الدّيباجيّ ، أبو الفتح.
من أهل مرو.
وكانت له معرفة جيّدة بالنّحو وله فيه تصنيف. وشرح «المفصّل» في النّحو تصنيف محمود بن عمر الزّمخشري وسماه «المحصّل في شرح المفصّل» (٢) ، وغير ذلك. وهو مشهور عند أهل بلده بالفضل والمعرفة.
سمع شيئا من الحديث على علوّ سنه من تاج الإسلام أبي سعد ابن السمعاني وغيره. وأقرأ الأدب مدة ببلده ، وحدّث به.
قدم بغداد حاجا في سنة ست وست مئة فحجّ وعاد ، ولم يقم بها ، فاستجزناه فأجاز لنا في شهر ربيع الأول سنة سبع وست مئة ، وكتب لنا بخطه : مولده في محرم سنة سبع عشرة وخمس مئة. وسأله غيرنا فقال : في ثالثه.
وتوفّي بعد عوده إلى مرو بها في يوم الأحد ثامن عشر صفر سنة تسع وست مئة عن اثنتين وتسعين سنة وشهر ونصف.
__________________
(١) ترجمه القفطي في الإنباه ٣ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٣٠ ، وأبو شامة في الذيل ٨٠ ، واختاره الذهبي في مختصره ١ / ٥١ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٢٤ ، والصفدي في الوافي ٣ / ٨٩ ـ ٩٠ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٦٤ ، وابن قاضي شهبة في طبقات النحاة ، الورقة ٢٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٠ ، وابن الفرات في تاريخه ٩ / الورقة ٥٣ ، والسيوطي في البغية ١ / ١١١ ـ ١١٢.
(٢) قال ابن القفطي في الإنباه ٣ / ١٣٩ : «وقال لي ياقوت مولى عسكر الحموي : لما دخلت مرو ، حضرت الجامع فرأيت به خزانة كتب وقف يعرف بوقف الفقاعي ، وفيها كتب جميلة ، خازنها ختن هذا الرجل ، فذاكرته بتصنيفه فقال : قد كان صنّف شرحا للمفصل فطلبته منه فقال لي : لم يأت فيه بغريب ولم يتكلم على عبارة المصنف ، وإنما أتى بنفس النحو ، قال : فسألته أن يريني منه ، فأراني كراسة بخط المصنف من مسوداته وأحضرها إلى حلب بصحبته فرأيتها ، فكان الأمر كما قال».