تفقه ببلده على ملكداذ بن عليّ العمركي ، وعلى أبي علي ابن الشّافعي المقرىء ، وعلى أبي سليمان الزّبيري. وسمع الحديث منهم. ثم قدم بغداد وأقام بها للتفقه على الشيخ أبي منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز مدرس النّظامية ، وسمع الحديث بها منه ، ومن أبي الحسن سعد الخير من محمد الأنصاري ، ومن نقيب النّقباء أبي الحسن محمد بن طراد الزّينبي ، وأبي الفتح عبد الوهّاب بن محمد الخفّاف المقرىء ، وغيرهم.
وعاد إلى بلده ثم خرج إلى نيسابور فأقام عند الشيخ أبي سعد محمد بن يحيى وتفقّه عليه ، وسمع بها من أبي البركات عبد الله بن محمد الفراوي ، وأبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري ، وأبي منصور عبد الخالق بن زاهر الشّحّامي. وسمع بطوس من أبي عبد الله محمد بن الفضيل ، وأبي طاهر العطّاري. ثم عاد إلى قزوين ، ودرّس بها الفقه ، وروى الحديث. سمع منه ابنه أبو الفضائل محمد وغيره.
قال محمد (١) : وتوفي أبي ليلة الخميس سابع شهر رمضان سنة ثمانين وخمس مئة وعمره دون السّبعين بيسير.
٢٧٥ ـ محمد (٢) بن عبد الكريم بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن دوست ، أبو بكر بن أبي منصور ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد النّيسابوريّ.
ولد أبو بكر ببغداد. وكان من أولاد الشيوخ والصوفية الأعيان. وصحب جده إسماعيل ، وسمع منه الحديث ، ومن أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، ومن أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وجماعة بعدهم. وما أعلم أنّه روى شيئا وإن كان روى يسيرا لاشتغاله بالتّصوف والأشعار وغير ذلك
__________________
(١) انظر التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين ، الترجمة الأولى.
(٢) ترجم له المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٩.